لا فارق بين ممدوح عبد العليم، وبين علي البدري الشخصية التي قام بتجسيدها في مسلسل (ليالي الحلمية) لأسامة أنور عكاشة..لا فارق بين ممدوح عبد العليم، وسامح عازف البيانو الرومانسي العاشق في (الحب وأشياء أخري) من إخراج إنعام محمد علي..لا فارق بين ممدوح عبد العليم وحسين أفندي في فيلم (البريء) لعاطف الطيب (حسين أفندي لا يمكن أن يكون من أعداء الوطن).. لا فارق بين ممدوح عبد العليم ورفيع بيه العزايزي في (الضوء الشارد) ولا بينه ورامي قشوع في فيلم (بطل من ورق) ولا حمص في فيلم (سمع هس).. لا فارق بين ممدوح عبد العليم والشخصيات التي قام بأدائها، ولا فارق بينهم جميعا وبيننا.. صورة لملامح جيل كامل، عاش وحلم وتعثر وانكسر.. لكنه في كل الحالات كان صادقا، مخلصا لأحلامه ونقيا.. صورة لواقع تدحرج فيه البشر بحثا عن حقيقتهم وأحلامهم، وكان طبيعيا أن يكون ممدوح عبد العليم (ابن هذا الجيل وهذا الواقع) بطلا حقيقيا في سينما الواقعية الجديدة (عاطف الطيب ومحمد خان) وبطل لأيامنا.. ممدوح عبد العليم
الثوري الرومانسي الحالم.. حكاية جميلة، أو حكاية قديمة غابت وتعثرت، لكنها أبدا لم تتهاو.. ظلت الحلم والفكرة التي آمنا بها وصدقناها (وانتظرنا الذي وعدتك به.. ثم لم تنتصر) هكذا حزن المصريون بحرقة، علي الرحيل المفاجيء للفنان ممدوح عبد العليم.. حزنوا علي أيامهم وصباهم وأحلامهم... وبكوا مرثية للعمر الجميل.