هل يفعلها أبوتريكة فتستعيد صورته بهاءها وروعتها، وتستعيد مصر دوره في مسيرة انطلاقتها علي طريق البناء والتنمية والتقدم رغم أنف اعداء الداخل والخارج»

قال صديقي الذي أثق في رجاحة عقله: ما رأيك لو ان النجم الكبير «أبوتريكة» قرر ان يعتذر عن تلك الفترة التي ارتبط فيها بالجماعة إياها التي كانت قد ضللته مع الكثيرين بشعارات وإجراءات ترفع راية الاسلام؟! هل يمكن ان يفعلها «أبوتريكة» ويعلن أسفه واعتذاره ويرفض بحسم ما تدعو له الجماعة هذه الايام من مظاهرات في يناير بدعوي أو وهم ـ الثورة ضد النظام حتي تستعيد «حكم مصر» الذي ثبت فشلها فيه، وتجلت أهدافها البعيدة عن الدين والوطن خلال سيطرتها وسطوتها؟
قلت لصديقي : حتي يتخذ أبوتريكة هذا القرار لابد ان يستعيد ذكري كيف تسللت الجماعة الي قلبه وجيبه عندما عرض عليه أحدهم المشاركة في مشروع تجاري، ولم تمر أسابيع قليلة علي مشاركته حتي جاءه صاحبنا بمبلغ مالي كبير باعتباره نصيبه من الأرباح مما أغراه طبعا بالاستمرار معهم ثم اندمج في حضور جلساتهم داخل المساجد وخارجها، وكانت تلك هي البداية التي دفعته الي إقناع بعض زملائه من لاعبي الاهلي والمنتخب ليخوضوا نفس التجربة التي تبدأ بالتجارة وتنتهي بالانتماء للجماعة دون ان يعرفوا شيئا عن تفاصيل المشروعات التجارية.. أو خفايا وحقيقة الجماعة.
قال صديقي : أشاركك الرأي والمعلومة عن طريقة استقطاب وتجنيد بعض المشاهير من نجوم الكرة والرياضة ونجوم الفن والسياسة، ولعله ـ بهذه المناسبة ـ يستعيد ذكري مسيرته الكروية، كيف كانت بدايته في نادي الترسانة، وعندما حاول الانتقال الي النادي المجاور (الزمالك) لم يجد من يرحب به، فاحتضنه (الاهلي) حيث ظهرت موهبته الرائعة بفضل التشكيل الرائع للفريق بعد أن انتقي المدرب «جوزيه» افضل اللاعبين في الاندية الاخري، وطلب ضمهم فورا الي الاهلي، فقالت الإدارة «طلبك ياخواجه أوامر.. حتي لو طلبت لبن العصفور» وبالفعل تجمع للنادي العريق اكبر عدد من المواهب والكفاءات مما أتاح الفرصة ليتألق أبوتريكة أكثر وأكثر، وبالتالي انطلقت نجوميته كالصاروخ مستفيدا من شعبية الاهلي الجارفة وانتصارات المنتخب الهائلة، ومستفيدا من انتمائه لمصر بمكانها ومكانتها علي الساحة العربية والافريقية، ولعله يتذكر كيف انه عندما أعلن أثناء مباراة افريقية تعاطفه مع «غزة» التي تعرضت للاعتداءات الاسرائيلية الوحشية في عام 2008 اكتسب إعجاب الكثيرين الذين يربط بعضهم الآن بين ذلك الموقف والعلاقة العضوية بين «حماس» غزة والجماعة، وان كان ذلك لا ينتقص اطلاقا من تعاطفنا الدائم مع أشقائنا الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية.
قلت لصديقي: لو أن «أبوتريكة» وهو يستعيد ذكري تلك الايام وكيف انه بذلك الرصيد من الشهرة والنجومية وجد نفسه داخل الجماعة التي لم يكن قد اكتشف مثل الكثيرين حقيقتها التي ظهرت واضحة صارخة عندما اقتنصت ـ بمساعدة أمريكا ـ حكم مصر بعد ثورة يناير، فكشفت وجهها الخفي من تسلط وعدوانية وانكار لمعني الوطن، وتواطؤ مع أمريكا واسرائيل لدرجة الاستعداد للتضحية بجزء غال من أرض الوطن في سيناء لينضم الي غزة حتي تستريح منها اسرائيل وتقضي بالتالي علي القضية الفلسطينية نهائيا.. لو ان نجمنا ابوتريكة استعاد تلك الاحداث والتطورات، وما تعرض له منذ ظهر انتماؤه للجماعة ومساندته لها، حتي سرت الشائعات بأنه شارك بأمواله في دعم «اعتصام رابعة المسلح» الذي كان بداية الصدام مع الشعب سيري بعينه وعقله كيف انه خسر الكثير.. «ليس نصيبه من رأسمال احدي الشركات الاخوانية» حيث ان الخسارة الأكبر والافدح هي خسارة قدر كبير من حب وعشق الجماهير التي كانت تتلهف لرؤيته، وتهتف باسمه حتي لو كان خارج الملعب.
قال صديقي: هل لاحظت ما حدث عند مشاركته في المباراة الاستعراضية التي أقيمت في الكويت حيث رأي أبو تريكة أنه مازال لديه بقية رصيد من الشعبية والجماهيرية، واستمتع بترديد اسمه من جمهور المباراة وكأنه يسمعه لأول مرة؟!
قلت له: لاحظت ذلك فعلا كما لاحظت اعتذاره عن قبول مبلغ «50 ألف يورو» مقابل مشاركته في المباراة مع نجوم الكرة العرب والاجانب، فأشادت به الصحف واستقبله أمير الكويت مرحبا به، كما فتحت الصحف ووسائل الاعلام في مصر صدرها للنجم الكبير الذي ظهر انه يمكن ان يستعيد مكانته في قلوب الملايين اذا ما اتخذ القرار الحكيم بالاعتذار عن تلك الفترة التي ارتبط فيها بالجماعة، داعيا كل من تم تضليلهم واجتذابهم اليها بمراجعة مواقفهم، مؤكدا علي ضرورة ان يستعيد الشعب العظيم وحدة صفوفه ليظل قادرا علي مواجهة وإفشال المؤامرات والمخططات المتربصة والمتحفزة لمعاودة الانقضاض علي مصرنا الغالية، حتي تسقط ـ لا قدر الله ـ في هاوية التمزق والتفتت التي سقطت فيها العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال.
قال صديقي : نعود إذن الي أهم سؤال: «هل يفعلها أبوتريكة فتستعيد صورته بهاءها وروعتها، وتستعيد مصر دوره في مسيرة انطلاقتها علي طريق البناء والتنمية والتقدم رغم أنف اعداء الداخل والخارج».