تشعل إيران الموقف في الخليج العربي، وتتجه انظار العالم إلي هذا الموقع الحيوي، وفي نفس الوقت نجد أفواجا من «الدواعش» تجد طريقها من سوريا والعراق إلي حيث تنضم لمثيلاتها في ليبيا لتضاعف الخطر علي حدود مصر الغربية، ولتهدد بجعل هذه المنطقة مركزا للإرهاب يسيطر علي الجزء الأكبر من الثروة البترولية لليبيا.. بكل ما يعنيه ذلك من مخاطر علي دول الجوار، وعلي جنوب أوروبا عبر البحر المتوسط، وعلي عالم لا تنقصه قواعد جديدة لتصدير الإرهاب!!
لقد فعلت قوات «الناتو» في ليبيا ما فعلته أمريكا من قبل في العراق. تدخلت بدعوي اسقاط النظام، فكانت النتيجة تحطيم الدولة وتركها نهبا لعصابات الإرهاب، كما تركت أمريكا العراق في يد المليشيات الموالية لإيران.
وقد زاد الوضع تأزما بعد سقوط حكم الإخوان الفاشي في مصر. حيث تضاعف دعم عصابات الإرهاب في ليبيا، وتعددت المحاولات المدعومة من أطراف خارجية «بعضها عربي للأسف الشديد» من أجل الضغط علي مصر، وفتح جبهة جديدة تخفف العبء عن عصابات الإرهاب التي كان قد تم زرعها في سيناء.
ولقد تصدت قواتنا المسلحة ببسالة لهذه المحاولات، في نفس الوقت الذي تتم فيه عملية التصفية الكاملة لعصابات الإرهاب في سيناء. وأيدت مصر كل الجهود الدولية لإنهاء الخلافات بين الفصائل المتنازعة في ليبيا من أجل تحقيق الاستقرار، والتصدي لعصابات «داعش» التي استغلت غياب الدولة وانقسام الفصائل لكي توطد أقدامها علي أرض ليبيا وتحاول جعلها قاعدة جديدة لنشاطها الإرهابي.
الموقف الآن يزداد خطورة.. وبعد أن رسخت داعش وجودها في ميناء «سرت» تشن الآن هجوما خطيرا للسيطرة علي ما يطلق عليه منطقة «الهلال البترولي» في ميناءي «السدرة» و»رأس لانوف» حيث يتركز معظم الانتاج البترولي الليبي.
يحدث ذلك بينما الصراعات مازالت تمنع التوافق الوطني هناك، وحيث الحظر مازال مفروضا علي مد الجيش الوطني التابع للحكومة الشرعية بالسلاح!! ودول حلف «الناتو» الذي كان سبب الكارثة في ليبيا من البداية، يكتفي بإبداء القلق!! وإيران -علي الناحية الأخري- تشعل الموقف في الخليج، وسوريا والعراق وهو التدمير تمهيدا للخريطة الجديدة للمنطقة التي يراد فرضها علي العرب.
داعش تثبت اقدامها في ليبيا. والقاعدة مازال لها فصائلها هناك. والخطر يتزايد علي دول المنطقة وأوروبا لن تتحمل كثيرا ان يتركز الخطر علي الجانب الآخر من شواطئها ومصر حددت موقفها من البداية وحذرت من الخطر حين كان الكل لا يستمع حدودنا مقدسة وأي خطر علينا سنقاومه ومصير الإرهاب القادم من الغرب لن يختلف عن مصير الإرهاب الذي حاولوا زرعه في الشرق فكانت الملحمة العسكرية العظيمة التي أعادت سيناء لأحضان الوطن.