عام 2015 شهد اكبر موجة سيول وأمطار شهدتها منطقة غرب الدلتا خلال المائة عام الماضية، والتي ادت لازدحام شبكات الري والصرف بكميات مياه اكبر من قدرة الشبكات

ونحن نستعد لاستقبال عام جديد بعد ساعات، اري انه من المفيد ان نقيم بشكل موضوعي ما تم انجازه بخصوص ملف المياه من خلال وزارة الموارد المائية والري، التقييم السريع يقول ان عام 2015 عنوانه هو المشروعات القومية الكبري، وهي الاستراتيجية التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ انتخابه، يأتي علي رأسها الانطلاق في تنفيذ مشروع المليون ونصف المليون فدان بكل قوة بعد زيادة نصف مليون فدان جديدة بدلاً من مليون فدان فقط وتكفلت الوزارة بتأمين الموارد المائية لهذا المشروع الطموح من خلال محطات رفع وشق ترع وحفر 725 بئرا حتي الان الذي يعتبر اكبر رقم في تاريخ الوزارة يتم حفره في عام تقريبا وتم افتتاح أول حقل ابار بتوشكي يدار بخلايا الطاقة الشمسية لاول مرة، ونستكمل في العام الجديد حفر باقي الآبار.
وتسير معدلات التنفيذ في مشروع قناطر اسيوط بشكل مُرضٍ لتبلغ 75% في نهاية هذا العام، وهو المشروع الذي سيرفع كفاءة الري في مساحة 1.65 مليون فدان تقع كلها في محافظات الوجه القبلي من المتوقع انتهاؤها عام 2017، كما تم وضع هذا الشهر حجر اساس قناطر ديروط الجديدة التي ستسهم في اكتمال تطوير منظومة الري بالوجه القبلي بعد ان نجحت الوزارة في توقيع بروتوكول مع الجانب الياباني لتنفيذ المشروع بتكلفة قدرها 420 مليون جنيه، والذي جاء كشهادة ثقة من الجهات المانحة الدولية لاستقرار الاوضاع في مصر.
وبالتوازي مع الاحتفال التاريخي بقناة السويس الجديدة تقوم الوزارة بالاشراف علي تنفيذ سحارة ضخمة عند سرابيوم، هي امتداد للسحارة القديمة تحت قناة السويس، لكن باقطار اكبر تسمح باستيعاب تصرفات مائية كافية للزراعات الحالية شرق القناة والتي تقدر بـ 70 الف فدان، بالاضافة إلي اي توسعات مستقبلية وتقوم بتنفيذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وعام 2015 شهد اكبر موجة سيول وأمطار شهدتها منطقة غرب الدلتا خلال المائة عام الماضية، والتي ادت لازدحام شبكات الري والصرف بكميات مياه اكبر من قدرة الشبكات علي استيعابها، واكبر من القدرات التصميمية لمحطات الرفع الواقعة علي نهاية المصارف والتي ترفع المياه وتلقي بها في بحيرة ادكو وفي البحر المتوسط مباشرة. وقد دقت تلك الازمة جرس الانذار لننطلق نحو رفع كفاءة شبكة الري والصرف بغرب الدلتا حتي تستطيع مواجهة اي ازمات مشابهة في المستقبل، من خلال تنفيذ خطة عاجلة بإنشاء محطات رفع جديدة وتأهيل المصارف والتي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتدبير التمويل اللازم لها وبحمد الله كان اكبر اختبار لشبكة الري والصرف بمصر.
وحمل عام 2015 اخبارا سارة لاهلنا في جنوب سيناء الذين حصدوا ثمار اعمال الوقاية من السيول التي نفذتها الوزارة خلال هذا العام، فلم تتأثر المنشآت السياحية او الطرق هناك مثلما حدث في ابريل عام 2014، حينما دمرت السيول طريق طابا نويبع وعددا كبيرا من المنشآت السياحية. ومر العام بسلام بعد تنفيذ استثمارات بلغت 350 مليون جنيه وهي تقارب الاستثمارات التي تم انفاقها خلال العشر سنوات الماضية.
وقد تميز عام 2015 بالاهتمام بأعمال جديدة تم تكليف الوزارة بها وهي تطوير وتأهيل البحيرات الشمالية، وعلي رأسها بحيرة المنزلة وتدهور نوعية المياه فيها، وقد تم تكليف الوزارة بمهمة تحسين نوعية المياه من خلال اعمال تطهير للبواغيز في محافظتي بورسعيد ودمياط وتطهير لقاع البحيرة من الرواسب وحتي تستعيد قدرتها علي اجتذاب الانواع الجيدة من الاسماك لتعود مصدرا جيدا للرزق للصيادين بالمنطقة. كما سيتم الاستفادة من ناتج التكريك للبواغيز الذي يقارب الثلاثة ارباع مليون متر في تغذية شواطئ بورسعيد مما سيسهم في تنميتها سياحيا واقتصاديا.
كما شهد عام 2015 افتتاح اكبر محطة رفع في منطقة غرب الدلتا بدأ العمل فيها من 14 عاما وتم الانتهاء منها لتغذية 190 الف فدان.
وبشكل اجمالي فان حصاد اعمال 2015 يتمثل في إنهاء 26 مشروعا متعدد الاغراض، ما بين محطات رفع او اعمال حماية للشواطئ او صرف مغطي او حماية من السيول، بتكلفة اجمالية قدرها 1.5 مليار جنيه، هذا بخلاف المشروعات التي بدأ تنفيذها وسيمتد موعد الانتهاء منها إلي العام الجديد او الاعوام القادمة.
هذه بعض ملامح الملف الداخلي للمياه ونستكمل في المقال القادم باقي ملامح العام الماضي سواء في الداخل او الخارج.
حفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل سوء