أسوأ صورة في ختام هذا العام.. صورة الباحث إسلام بحيري في قسم شرطة الخليفة، تمهيدا لترحيله إلي سجن طرة، بعد أن قضت محكمة استئناف مصر القديمة بالحكم النهائي ضده، بالسجن لمدة عام بتهمه ازدراء الإسلام!!!
يحدث هذا في مصر، بعد ثورتين أعادتا الاعتبار للعقل والإرادة والحلم بالتغيير، مصر المطالبة بتجديد الخطاب الديني (الذي أنتج جموده وتشدده علي امتداد سنوات، جماعات الارهاب والتطرف والدواعش) مصر المدافعة بنص الدستور عن الحريات وحق التعبير والرأي، ومنع الحبس في قضايا النشر والرأي!!... سنة حبس في سجن طرة، لأن باحثا درس وبحث وفحص واجتهد لتطوير الخطاب الديني، وتنقيته من الخرافات والأفكار الخاطئة.. سنة في سجن طرة لإسلام بحيري المجتهد المستنير، في الوقت الذي يحافظ فيه الواقع علي شيوخ الفتنة، فقهاء إرضاع الكبير، والزواج من القاصرات، أصحاب فتاوي الضلال (إباحة نظر الرجل إلي خطيبته وهي تستحم)! و(ترك الزوج زوجته للمغتصبين، فحفظ النفس مقدم علي حفظ العرض)! و(الاتصال بالزوجة قبل العودة إلي المنزل، لعل معها أحدا فيأخذ فرصته في الذهاب) الي اخر فتاوي الفتنة والقتل والتحريم (تحريم كرة القدم، وتحريم البوفيه المفتوح)!!...
سنة في سجن طرة لإسلام بحيري، لأن أفكاره وأحاديثه حول الفقهاء لم تعجب شيوخ الأزهر، فاتهموه بازدراء الإسلام، بينما هم أنفسهم، استنكفوا إدانة داعش وجرائمها (الخارجة يقينا علي الإسلام وعلي كل الأديان) حين اكتفي شيخ الأزهر بوصفهم بالفاسدين!
إسلام بحيري يقضي فترة عقوبة في سجن طرة، لأنه فكر وأعمل عقله واجتهد، وهو بذلك أكثر إسلاما من كل الذين وقفوا في مجابهته واتهموه.. وفي مذكرة التماس ناشد الكثير من المصريين، الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل لإسقاط الحكم (بما يملك من سلطة العفو) فلا يليق بمصر، أن يسجن فيها المفكرون والباحثون والمبدعون