العنصرية في أخطر أشكالها هي السبيل للحفاظ علي «هوية» مجموعة بشرية تدعي أنها فوق الجميع. <

الرواية تحمل اسم «حياة الحدود» للكاتبة «دوريت رابينيان» ، وتتناول قصة حب بين الفنان الفلسطيني «حلمي» والمترجمة اليهودية «ليات»، وتدور أحداثها في نيويورك حيث تعرف كل منهما علي الآخر عن قرب، وهو أمر لا يمكن أن يحدث في منطقة الصراع في الشرق الاوسط. ولكن العلاقة تنتهي بين الطرفين عندما يضطر الفلسطيني للعودة إلي مدينة رام الله في وطنه.
كانت هذ الرواية قد حصلت علي جائزة «برنشتاين» الأدبية المرموقة في اسرائيل في العام الماضي، وأوصي عدد من الأساتذة بإضافة الرواية إلي منهج القراءة في التعليم الثانوي الإسرائيلي. ولكن .. حدث، قبل يومين، أن وزارة التعليم الإسرائيلية قررت رفض إدراج هذه الرواية في المنهج لأن محتواها «غير مناسب» .. وهذا النمط من الحب المحظور والسري.. مستحيل، ولا يضع في الاعتبار «هوية الأمة»!
ودافع وزير التعليم الاسرائيلي «نفتالي بنت» عن قرار حظر الرواية، لأنها تصور الجنود الاسرائيليين علي أنهم «ساديون» - مغرمون بالتعذيب - ولا ينبغي علي الطلاب الإسرائيليين أن يقرأوا عن علاقة رومانسية تربط بين فلسطيني وامرأة اسرائيلية!
وتجاهل الوزير أن من بين الروايات المقررة علي المرحلة الثانوية الاسرائيلية.. رواية «ضربة فزعة»، التي كتبت عام ١٩٤٩ ، وتدور حول «بطولة» الجنود الاسرائيليين في طرد الفلسطينيين من قرية خيالية وتقول مؤلفة الرواية أنها تسلط الضوء علي أوجه الشبه والاختلاف بين الاطراف الرئيسية ، ورصد الصراع من بعيد..، وأن الوزيرلم يقرأ الرواية وأنه ينتزع فقرات منها خارج إطار سياقها.
أما النقاد، فقد أعلنوا أن الحكومة الاسرائيلية تمارس الرقابة علي الأعمال الأدبية. وأوضح «شلومو هيرزيج» ، رئيس الدراسات الأدبية بوزارة التعليم الاسرائيلية أن استبعاد الرواية تصرف غير مقبول، وكشف النقاب عن السبب الحقيقي وراء حظر الرواية وهو أن مشكلة المجتمع الاسرائيلي اليوم هي العنصرية المخيفة التي تنتشر بقوة.
والرجل علي حق بدليل أن وزارة التعليم الاسرائيلية لم تتردد في الإعراب عن خوفها من أن تشجع الرواية علي إقامة علاقات بين اليهود وغير اليهود!
والمعروف أن الزواج المختلط غير قانوني في إسرائيل. وتعترف الدولة بالزواج الديني فقط وليس المدني. وعلي الاسرائيليين الذين يرغبون في الزواج بفتاة غير يهودية السفر إلي الخارج لكي يعقدوا زواجهم.
أما أطرف التعليقات علي حظر الرواية فقد جاء علي لسان الكاتب الاسرائيلي الشهير «عاموس عوز»، الذي قال ساخرا إن حظر التوراة أصبح أكثر إلحاحا الآن لأنها تتناول العلاقات الجنسية بين اليهود وغير اليهود، بل أن التوراة أكثر خطورة من رواية «دوريت رابينيان»، لأن الملك داود والملك سليمان لم يتحققا من جنسية المرأة التي أحبها كل منهما ولم يفحصا بطاقة هويتهما!
كلمة السر : رفض الآخر