لجان لإزالة عقبات الاستثمار.. وقريبا تسجيل الشركات بالانترنت» عنوان مغرٍ وجميل يفتح النفس في صدر احدي صحف الصباح.. ولكن عندما يزول عنك لوهلة هذا الاحساس الايجابي الكاذب ستكتشف ببساطة أننا قد لا نحتاج إلي هذه الرفاهية، علي الاقل الآن، نحتاج إلي ما هو أهم، إلي تسهيل هذه الاجراءات بالفعل علي الارض حتي لا يتحول الأمر إلي مجرد ديكور، وكلام نطنطن به علي أنفسنا قبل أن نطنطن به علي الآخرين..
عندنا في مصر غرام بأفعل تفضيل، أكبر، أحدث، أضخم، الأكثر تطوراً، رغم أننا اساتذة في تفريغ أية منظومة من مضمونها.. فتجد الكمبيوتر في أية جهة حكومية هناك من يشغله، وآخر يستلمه عهدة، وثالث لصيانته، ورابع لادخال البيانات وخامس لاخراجها، وسادس لكي يقوم «بتوقيع السيستم» وسابع علشان يقوِّم «السيستم» لما يقع.. عندما ذهبت إلي احدي الدول العربية عام 1991، وذهبت للمستشفي طلبوا مني رقم تليفوني، وحتي غادرته عام 1996 كان كل التعامل معي من خلال رقم التليفون كان ذلك قبل 24 عاما.. فما بالنا نقدم رجلاً ونؤخر عشرة ونخرج من «نقرة» لكي نقع في «دحضيرة».. هل يأتي اليوم الذي تتحقق فيه بجد ازالة عقبات الاستثمار، سواء القوانين، او الفساد المستشري في المحليات، وفي الوزارات ذات الصلة، او في الجو العام؟
نريد ان نكون الافضل، والاحسن، ليس في استيراد اعظم الانظمة، بل في تصنيعها.. لا نريد ان نكون اكبر سوق في المنطقة، بل نريد ان نكون اكبر استثمارات، واكبر تصنيع، واعظم تصدير، وأكفأ أيدي عاملة.
عايزين نبطل كلام ونشتغل.