مع كل عام هجري أو ميلادي جديد يحتفل الناس برأس السنة غافلين عن العبر التي يمكن ان يخرجوا بها من هذا الحدث الذي يتكرر مرة كل عام.. ولابد لكل انسان من لحظة حاسمة يحاسب فيها نفسه وقد تكون كل ليلة أو كل أسبوع أو كل سنة فقد جعل الله تعالي مرور الايام والليالي محطات للاعتبار والتأمل قال تعالي : (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا).. وفي قوله تعالي (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير) أي نعطيكم مهلة من الزمن بالقدر الذي اذا شئتم ان تتذكروا فيه تذكرتم الي ان جاءكم النذير وهو الشيب أو الموت او الحمي او البلوغ أو الرسول علي اختلاف الاقوال.. وقال تعالي (حتي اذا ابلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني ان اشكر نعمتك) فمن الاربعين سن الرشد والنضج العقلي والواقف علي عتبة الاربعين عليه ان يري الماضي بعين المعتبر والمستقبل بعين المشمر ان كان من التائبين.. وبعض الناس يظنون انهم واقفون والزمن يسير كراكب القطار حين يري الاشجار كأنها هي المتحركة والقطار واقف والحكمة تقول الزمن لا يقف محايدا فهو اما صديق ودود او عدو لدود.. ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: «إن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضي لا يدري كيف صنع الله فيه وبين اجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه فليتزود المرء من نفسه لنفسه من دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم ومن الصحة قبل السقم فإنكم خلقتم للآخرة والدنيا خلقت لكم والذي نفسي بيده ما بعد الدنيا من دار الا الجنة او النار.. والاخذ بالعبرة والعظة من لوازم المحاسبة لتجنب الاخطار التي سبقنا بها غيرنا واصلاح العيوب التي وقعنا فيها ودور المؤمن في هذه المرحلة الحرص علي زمانه الذي بقي من عمره لخدمة دينه وأمته وعدم الاستجابة لدعاوي المخذلين والمنافقين.