اصبح لافتا للانتباه بشدة في كل الكتابات والاحاديث والتعليقات التي تزاحمت وانتشرت علي وسائل الاعلام وصفحات الصحف المختلفة خلال الايام القليلة الماضية، متناولة بالتعقيب قضية اسلام بحيري وسجنه، ان هناك لازمة عامة تكاد ان تكون ثابتة ومتكررة ومنصوصا عليها في كل هذه الكتابات وتلك الاحاديث والتعليقات، رغم اختلاف الكتاب والمتحدثين.
واصبح مألوفا ان نجد غالبية اصحاب هذه الكتابات وتلك التعليقات ان لم يكن جميعهم بلا استثناء، حريصين كل الحرص علي تسجيل اختلافهم مع منهج واسلوب تناول اسلام بحيري للقضايا الدينية، وطريقة عرضه لوجهة نظره وأدائه في هذه القضايا،...، ثم يلي ذلك مباشرة التأكيد علي عدم قبول ان يكون السجن هو جزاء البحيري علي ما أبداه من آراء.
تلك هذه اللازمة الأساسية في كل ما يكتب وما يقال في مسألة او قضية اسلام بحيري، التي اصبحت محط اهتمام الكل ومثار لغط شديد، منذ الحكم الاول عليه بالسجن خمس سنوات، ثم تخفيفه بعد ذلك الي السجن عام واحد لازدرائه للدين.
ومن الواضح في هذا الشأن، انه علي الرغم من الرفض التام من جانب الكل، لاسلوب البحيري المستفز في عرض وجهة نظره، وتطاوله غير المقبول علي العلماء الثقاة، وتشكيكه وتهجمه الشديد والمزموم علي الائيمة،...، إلا ان هناك اجماعا لدي غالبية المثقفين والكتاب علي رفض ان يكون الحبس او السجن هو جزاء ذلك.
وهذا الموقف من المثقفين والكتاب يعود في اساسه وجوهره الي قضية رئيسية تهمهم جميعا وحاربوا من اجلها دائما، وهي التأكيد علي الرفض التام بأن يكون السجن او الحبس سيفا مسلطا علي رقبة صاحب الرأي،...، وهذه مسألة مبدأ بالنسبة لكل هؤلاء واتفق معهم في ذلك بالتأكيد،..، ولكن ذلك في حد ذاته يفتح الباب واسعا في اعتقادي أمام سؤال هام،...، هل ما قام به وما قاله اسلام بحيري هو مجرد رأي؟!
وهل من الجائز ومن المقبول ان يقوم بالافتاء في المباديء والقضايا الدينية من ليس لديه التأهيل العلمي والدراسي والبحثي اللازم لجواز ذلك بحجة ان هذا مجرد رأي ؟ !