سنوات طويلة والفكرة متعثرة ومرفوضة..تقريبا كل وزراء الإعلام رفضوها وحاربوها، فتأسيس نقابة للإعلاميين معناه مساحة من الاستقلالية للإعلام..معناه الأدق فقدان سيطرة الدولة علي الإعلام الرسمي.. أكثر من 40 عاما يطالب العاملون بالإذاعة والتليفزيون بنقابة للإعلاميين تضمهم وتصون مصالحهم، وأكثر من 40 عاما تتكسرخطواتهم وجهودهم...وفي موافقة مجلس الوزراء (أخيرا)علي قانون تأسيس نقابة للإعلاميين،خطوة شديدة الأهمية (برغم تأخرها) في ضوء حالة الفوضي الإعلامية التامة والهدامة، والإنفلات المهني والأخلاقي علي الشاشات، ودخول كل من هب ودب إلي الساحة الإعلامية، والتي تحولت إلي مهنة من لا مهنة له.. كل شيء مباح علي الشاشات، لا قيم ولا معايير ولا ضوابط.. مذيعة تقدم برنامجها من داخل البانيو، وضيف يخلع ملابسه أمام الكاميرات، وآخر يرفع الحذاء علي الضيف الآخر، وبالطبع لغة السباب والشتائم علي كل نوع، هي اللغة السائدة والمتداولة .
وفي الأسبوع الماضي تم إعلان نقابة الإعلاميين(تحت التأسيس) وإعداد مشروع قانون الإعلاميين، واختيار حمدي الكنيسي نقيبا (أول نقيب للإعلاميين) وانضمام 7 آلاف عضوا إلي النقابة حتي الآن... خطوة هامة وضرورية دفاعا عن كرامة المهنة، وضبطا للسلوك الإعلامي وتقنينه وفقا لقواعد وقيم المهنة..لايزال النقاش قائما : هل نقابة الإعلاميين، تضم كل خريجي كلية إعلام، ام الممارسين منهم للمهنة .
والعاملين في مجال الإعلام فعليا فقط ؟ وهل الصحفيون بصفتهم إعلاميين، ينضمون بالضرورة إلي نقابة الإعلاميين، ام أن لهم نقابتهم، فلا يجوزالجمع بين نقابتين ؟