في اجتماعه مع أئمة المساجد والدعاة في محافظة البحيرة قبل أيام، أعلن وزيرالأوقاف محمد مختار جمعة (أن التظاهر جريمة مكتملة، وحرام شرعا، ومخالفة لمنهج ودين الله )!.. مؤيدا بيان دارالإفتاء المصرية (بأن الخروج في 25 يناير جريمة متكاملة وتوريط للمصريين في العنف، وهو أمر محرم شرعا)!!... وبعيدا عن التظاهر وتوقيته وأسبابه ومعانيه، بعيدا عن فكرة التظاهر في 25 يناير، أوغيرها من الأيام، وحجم الصواب فيها وحجم الخطأ (سياسيا طبعا)... فإن فتاوي الشيوخ بالتحريم أو الإباحة، فضيحة سياسية وفضيحة دينية أيضا... الإصرارعلي خلط الدين بالسياسة، واستخدام الدين لخدمة أغراض سياسية هو إصرار علي خطاب العصبية والتعصب.. لا فرق بين شيوخ السلطة وتوظيفهم السياسي للدين، وبين شيوخ السلفية أو شيوخ الإخوان في توظيفهم الدين أيضا لحساباتهم ومصالحهم وأغراضهم.. لا فرق بين وزير الأوقاف وتحريم التظاهر في 25 يناير(!!) وشيوخ الإخوان في تحريم التظاهر في 30 يونيو(!!) أوتحريم مغادرة الإعتصام في رابعة(!!) لا فرق بين رؤية رئيس جامعة الأزهر للملائكة الأطهار في القائمة الإنتخابية (دعم مصر) وبين معتصمي رابعة الذين شاهدوا جبريل يؤم المصلين فيها!!
نفس الجهل السياسي، ونفس الجهل الديني.. نفس الأطماع والمصالح والمكاسب الصغيرة، ونفس الخطاب التقليدي القديم، بتوظيف الدين في خدمة أغراض سياسية، وهو أحد الملامح الأساسية في الأنظمة المعادية للديمقراطية.. هكذا تطالب الدولة بتجديد الخطاب الديني، بينما شيوخها يحافظون بقوة عن ثبات الصورة وتقليديتها.