رغم بعض التجاوزات والهفوات الصغيرة والمتوقعة جاء انعقاد الجلسة الاولي للبرلمان الجديد وسط توقعات وآمال كبيرة بأن يكون بداية لمزيد من النجاح وسرعة الانجاز الوطني.
يأتي انعقاد وبدء جلسات البرلمان مواكبا لقرب ذكري أحداث ٢٥ يناير ومحاولات بعض الخونة من فلول الإخوان وتجار ثورات الدماء لمحاولة إعادة عقارب الساعة للوراء.
ويحظي هؤلاء الخونة ومن يقف خلفهم ويمدهم بالمال والمعلومات إذا اعتقدوا انه سيكون بالامكان تكرار الاحداث الدمويةالتي اعقبت ٢٥ يناير ومحاولة الوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وجنود وضباط الشرطة.
لقد اختلف الوضع تماما فهناك سلطة وطنية منتخبة وبرلمان يجمع مختلف ألوان الطيف السياسي بالاضافة لسلطة قضائية تؤكد كل يوم انحيازها الكامل للعدالة وارساء سيادة القانون بالاضافة لحكومة تسعي جاهدة لنيل ثقة الشعب من خلال نوابه.
لا أبالغ عندما أقول أن مصر الدولة والشعب قد استفادت تماما من كل الاخطاء الجسيمةالتي وقعت منذ يوم ٢٥ يناير وحتي قيام ثورة ٣٠ يونيه التي أصلحت خللا كبيرا وتقصيرا سوف يكشف التاريخ حقيقته مستقبلا.
وهذه الاستفادة أوجدت مناخا مختلفا جعل الشعب يدرك حقيقة وزيف جماعات الإخوان وحقيقة ما صدره الغرب وخاصة الولايات المتحدة لنا بشعارات زائفة للديموقراطية التي تتم بفوضي خلاقة تهدم كل شيء ثم يبدأ البناء من جديد وهي الشعارات والنظريات التي ثبت فشلها تماما في دول عديدة.
وتخطئ أجهزة الأمن كثيرا إذا تخلت عن أداء دورها بمنتهي الشدة والصرامة والحزم لأن مصر بأرضها ومؤسساتها وشعبها ترفض تماما أن يكون الاحتفال بذكري أحداث ٢٥ يناير بنفس طريقة الفوضي الخلاقة أو التظاهرات أو محاولة الاعتداء علي القانون ومؤسسات الدولة أو رجال الأمن.
خمس سنوات ونحن نضمد الجراح وأعتقد أن البتر قد يكون العلاج الناجح لكل الخونة والمرتزقة وتجار الوطنية حتي لو كانت مخضبة بالدماء