عنوان هذا المقال يوضح حيرتي هذا الأسبوع. ماحدث في مجلس الشعب طوال اليومين الأولين من عبث كان متوقعا. والكتابة عنه لامعني لها بعد ما كتبته الصحف ومواقع الفضاء الافتراضي. تويتر والفيس بوك وغيرها. لقد صار مجلس الشعب فجأة سرا باقتراح من رئيسه الجديد لمنع البث. ولا أعرف كيف وافق أعضاء انتخبهم الناس أن يلبسوا طاقية الإخفاء بهذه السرعة. إنهم بهذا يخسرون مستقبلهم بين مؤيديهم الحقيقيين وليس المؤيدون بالفلوس فهؤلاء يؤتي بغيرهم كما أن المسألة لا تستحق الاختباء فليست عملا يرتبط بالحرب. هي فقط انتخاب الوكيلين ووضع لائحة للمجلس. قيل انه لم يتم التصويت لكن اقترح الرئيس المستشار علي عبد العال فحدث تصفيق. تصويت أم تصفيق مش فارقة ! المهم أرجو حين يتم نشر المقال اليوم الأربعاء يكون البث التليفزيوني قد عاد إلي المجلس حتي إذا تم حله يوما ما نعرف السبب وندافع أو لا ندافع عنه.
كان موضوع آخر يشاغلني في الكتابة عنه نشر هنا في هذه الأخبار في صفحة المسرح التي يشرف عليها الكاتب الكبير عاطف النمر ، أول أمس الإثنين. موضوع الأمن والأمان في مسارح الدولة. هذا الموضوع ليس بالأمر السهل أن يمر علي وزارة الثقافة مرور الكرام. من بين كل أعمال وزارة الثقافة في العشر سنين الماضية يظل حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف يفسد كل حديث جيد عن أي شئ ، لأن أرواح أكثر من خمسين فنانا وكاتبا لايمكن أن تُنسي ولن تُنسي. لذلك حين قرأت الموضوع اهتز جسمي أنا الذي كنت أعمل ذلك الوقت بالثقافة الجماهيرية ورأيت كيف وصل بها الإهمال إلي درجة مزرية وتوقعت الخراب وقتها. وأنا الذي فقدت أصدقاء وأحباء في هذا الحريق. طبيعي أن أهتز حين أقرأ عن إهمال بمسارح الدولة في إجراءات الحماية المدنية. لقد حدث من قبل أن أوقفت إدارة الحماية المدنية العمل بالمسرح القومي حتي يتم إكمال عناصر الحماية وحدث أن تم ذلك في عهد الوزير السابق عبد الواحد النبوي الذي استجاب لكل المطالب وعاد المسرح للعمل ولايزال. ماقرأته عن مسرح السلام ونقص إجراءات الحماية المدنية فيه والوثائق المرسلة من كل الجهات المعنية للوزارة ممثلة في إداراتها المسرحية وصندوق التنمية وعدم استجابة الوزارة حتي الآن أمر خطير جدا.
تلقي المشرف علي البيت الفني للمسرح تقريرا من الإدارة العامة للحماية المدنية بمديرية أمن القاهرة من خمس صفحات يتضمن «40 ملحوظة» كاشتراط أمني لحماية مسرح السلام في شارع قصر العيني من الحريق، وعدم تشغيل المسرح قبل تنفيذها، مع إعطاء مهلة 3 شهور «أخيرة ونهائية» للتنفيذ، وتضم «40 ملحوظة جوهرية» تمثل اشتراطات أمنية تتعلق بالنواقص المطلوبة بالنسبة لمصادر المياه، والإطفاء التلقائي برشاشات المياه، والاطفاء التلقائي بالغاز، والإنذار الآلي، ونظام سحب الدخان والتكييف المركزي، والمولد الكهربائي، والديكورات والستائر والكراسي بصالة المسرح، ومسالك الهروب وقت وقوع اي كارثة، وخطة اخلاء المسرح، والتدريب علي أعمال الحماية المدنية من عناصر مدربة ومؤهلة بالموقع علي مدار 24 ساعة، وغيرها. لكن الذين يديرون البيت الفني للمسرح ضربوا بالتقرير عرض الحائط وتم تشغيل المسرح قبل تنفيذ بند واحد من الاشتراطات وعرضوا مسرحية «باب الفتوح» لمدة 17 ليلة ومازالت العروض. ولن أعيد تفاصيل أكثر لكن أرجو من وزير الثقافة حلمي النمنم ان يقرأ التحقيق وينهي كل هذه الامور المطلوبة وأولها ايقاف العمل مؤقتا قبل أن تتدخل الدولة وتوقفه وساعتها سنقول انها ضد الفن والفنون. صحيح هي أوقفت النشاط في تاون هاوس لعدم اكتمال إجراءات السلامة وهي هنا تطلب أربعين طلبا لم تتم ولم توقف المسرح. عجبي.