ما حدث يتجاوز بالتأكيد الدهشة أو السؤال أو الاستنكار، إلي المطالبة بالتحقيق والمساءلة، ومحاولة إنقاذ تاريخنا وآثارنا ليس فقط من أيدي المهربين واللصوص، لكن أيضا إنقاذها من الجهلاء والحمقي والأغبياء..تابعنا جميعا الصورالمنشورة لترميم (معبد الكرنك) في الأقصر، بالأسمنت الأسود والمحارة من الخارج !!..وتابعنا صور ترميم (معبد حورس) بإدفو- محافظة أسوان أيضا بالأسمنت الأسود والجير!! بما يخالف المواصفات العلمية والفنية للترميم، ويشوه الآثار، ويزيف التاريخ..
ورغم أن عبد الناصرأحمد (مديرعام ترميم معبد الكرنك) نفي تماما استخدام الأسمنت الأسود في أعمال الترميم، مؤكدا أن هذا لم يحدث في الأقصر كلها، خاصة معبد الكرنك منذ الستينيات!! (يعني الترميم بالأسمنت كان مسموحا به وسائدا في أعمال الترميم من قبل!!)..مضيفا أنه تم استبدال المونة القديمة (الطوب الأحمر والأسمنت) بمونة جديدة يستخدم فيها (الحجر الجيري والحجر الرملي)!!
تاريخ الأسمنت في أعمال ترميم الآثار فضيحة تراثية..فقد أدي مشروع سحب المياة الجوفية بالبر الغربي للإقصر، إلي ميل مقصورة (المعبودات الإلهيات) في معبد (هابو) مما دفع بالعاملين لتركيب دعائم خشبية للحائط الخارجي، وتثبيتها بالأسمنت، لحين توافر ميزانية للترميم !!...بينما تم استخدام(الأجنة والشاكوش) في ترميم تمثال (سيتي الثاني) بمعبد الكرنك، لمعالجة انفصال أجزاء التمثال بسبب استخدام الأسمنت الأسود في الترميمات القديمة، لكن إعادة فك التمثال واستخدام الشاكوش والأجنة، أدت إلي تحطيم القاعدة الأثرية..بما انتهي إلي وقف أعمال الترميم والحفريات بمحيط تمثال الملك (سيتي الثاني) بالكرنك بأمر النيابة!!
تبدو الصورة أقرب إلي أعمال المقاولين،ومبيضي المحارة، وليس صيانة لتاريخنا، وحماية لكنوزنا وحضارتنا!