وأنا أيضا أبدي دهشتي الشديدة من فوضي التكريم بوزارة الثقافة.. صحيح أني لا أعول كثيرا علي فكرة الجوائز والتكريمات، وأحسبها دائما وفقا لأجندات ومصالح وصفقات ومجاملات، لكن برغم كل ذلك، أتصور أن هناك حداً أدني لوجود المعايير، أو حداً أدني للخجل!
في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي (7-15 يناير) ـ وهو مهرجان فجائي، تم دون مقدمات ـ في يوم وليلة اتفقت وزارة الثقافة ووزارة الشباب ومحافظة سيناء علي إقامة مهرجان مسرحي دولي!!.. وفي يوم وليلة تمت دعوة عروض مسرحية أجنبية وعربية ومصرية، وأعضاء لجنة تحكيم من دول مختلفة!! (في الوقت الذي تعثرت فيه إقامة مهرجان المسرح التجريبي، أو المسرح المعاصر لسنوات طويلة!!)
قال حلمي نمنم وزير الثقافة (إن المهرجان ضمن خطة وزارة الثقافة في العمل علي تحقيق العدالة الثقافية)!!.. ونحن نطالب الوزير بتحديد أجندة العدالة الثقافية التي يتحدث عنها !!
المهم أن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، كرم رواد المسرح (سميحة أيوب ومحمود الحديني) وهو أمر طبيعي، يرفع من شأن المهرجان في دورته الأولي، ويمنحه الكثير من الثقة في أولي خطواته.. لكن أن يكرم المهرجان الشاعرة والمترجمة (فاطمة نعوت) رغم عدم وجود أدني صلة لها بالمسرح.. لم تكتب يوما للمسرح، ولم تخرج للمسرح، ولم تمثل للمسرح.. لكنها المجاملة المدهشة.. أو القشة التي قسمت ظهر البعير، أقصد ظهر المهرجان!