إذا كان لعالم النفس الأشهر فرويد السبق في إماطة اللثام عن العقل الباطن وقوة تأثيره علي العقل الواعي وعلي تقدم الإنسان في حياته.. فلنا السبق في الاكتشاف العشوائي لما يسمي العقل الباطل وقوته وقدرته علي تعطيل سبل تسيير الحياة وتأخرنا يوما بعد يوم.. وإذا كان العقل الباطن كما يري فرويد مخفي ويظهر في الأحلام وفي تحريك الإنسان دون وعي كبير منه.. فإن العقل الباطل ظهر وبادي التأثير ونستطيع معرفته من تصرفات ولغة الكثير منا.. فتجده قادرا علي تحطيم صورة الحياة وتحقيرها وكأننا لم نخلق لعمارة الأرض ونكون ظل الله عليها.. ومن أهم صفات العقل الباطل هي قدرته العجيبة في التصدي للفارغة كما يقول مثلنا الشعبي «يجي في الفرغة ويتصدر» وهنا يحدث الإلهاء عن الهدف الأصلي ونضيع مع العقل الباطل وراء ما لا يفيد».
فالعقل الذي تندر علي ملابس النائبات في البرلمان المصري الجديد هو أوضح صورة للعقل الباطل فقد شدنا من حالة الترقب ومتابعة النواب الجدد تحت قبة البرلمان وتساؤلنا عن كيفية مراجعة هذا الكم من القوانين التي تربو علي مائتين وخمسين قانوناً وأبعدنا عن همومنا السياسية واكتمال شكل الدولة للحديث عن الأحذية البوت الحريمي وملابس النائبات..!
ولك أن تتساءل يا عزيزي كيف تمكن هذا العقل الباطل من خلع نفسه من حالة الترقب والشد والجذب والتكتلات والتربيطات لاختيار رئيس المجلس والوكيلين وتفرغ لمراقبة النائبات وملابسهن وأحذيتهن ونحمد الله أنه اكتفي منهن بذلك.. ويكفي دليلا علي العقل الباطل ما يردده السادة المسئولون حول الجماعات المتأسلمة ما نردده بأن هذا ليس من الإسلام دون فعل حقيقي وبحث كيف تري تلك الجماعات أن قتل وإرهاب البشر من الإسلام.. أليس كل ذلك من نتاج العقل الباطل؟.