المثير في الموضوع.. ان جرائم التحرش التي وقعت في العديد من المدن الألمانية.. في جميع الولايات أثناء احتفالات رأس السنة. جاءت في الوقت الذي تتعرض فيه المستشارة الألمانية ميركل لهجوم كاسح

شاءت الأقدار أن تكون قضية التحرش الجنسي.. هي إحدي القضايا المطروحة في المحادثات التي أجراها وزير خارجيتنا سامح شكري مع كبار المسئولين في الحكومة الألمانية.. وفي مقدمتهم مستشار الأمن القومي للمستشارة انجيلا ميركل ووزير الداخلية لسبب بسيط هو انها جاءت في اجواء تداعيات ما جري من جرائم التحرش التي ارتكبتها مجموعات من المهاجرين في ليلة رأس السنة الميلادية ٢٠١٦ بلغ عددهم في مدينة كولونيا وحدها الف متحرش مارسوا ابشع الوان التحرش والاغتصاب علاوة علي الجرائم التي ارتكبت في العديد من المدن الأخري من بينها هامبورج وشتوتجارت.. وباتت تجري تفاصيلها علي كل الألسنة.. بشكل بات يهدد السلام الاجتماعي بين الجماهير الغفيرة لأمة لم تكن تعرف التحرش في تاريخها كله.
وعلي الرغم من أن السلطات الأمنية في المانيا.. لم تكشف النقاب عن أعداد المشاركين من المهاجرين المصريين.. حتي لحظة كتابة هذه السطور.. فإن من الطبيعي أن تسلم هذه المستندات ذات الطابع السري للغاية لوزير الخارجية سامح شكري.. ومن الطبيعي أن يتسلم وزير الخارجية صورا من ملفات الاتهام.. وطبيعة جرائم التحرش التي ارتكبت. واسماء المتهمين وطبيعة أوضاعهم القانونية.. في إطار العلاقات الوثيقة والثقة المتبادلة بين القاهرة وبرلين.
والمثير في الموضوع.. ان جرائم التحرش التي وقعت في العديد من المدن الألمانية.. في جميع الولايات أثناء احتفالات رأس السنة. جاءت في الوقت الذي تتعرض فيه المستشارة الألمانية ميركل لهجوم كاسح.. ليس فقط من جانب احزاب المعارضة.. وانما من بين انصار حزبها المسيحي الديمقراطي.. بسبب سياستها الداعمة لاستقبال المزيد من المهاجرين لاسباب انسانية.. وأسباب اقتصادية من وجهة نظرها.. الأمر الذي بات يهدد مستقبل الحزب في اية انتخابات قادمة.. لاسيما اذا عرفنا ان الحزب المسيحي الديمقراطي يضم الغالبية العظمي من التيار الشعبي المحافظ علي القيم والعادات والتقاليد العريقة التي لا تسمح بالتبديد والحلول الوسط التي تسفر عن تبديد الثقافات المتوارثة والتقاليد المتعارف عليها.. ولا يجوز بأي حال من الأحوال الحط من شأنها.. أو النظر إليها بعيون الاحتقار والازدراء.
وبالتالي فإن القضية ليست مجرد قضية تحرش قام بها الالاف من المهاجرين الاجانب الذين ينتمون لثقافات لا تمت للحضارة والمدنية بادني صلة.. وانما هي قضية سياسية بالدرجة الأولي وتمس شعبية الحزب الذي ترأسه ميركل.. التي تدعو لفتح الأبواب علي مصاريعها للمهاجرين لاسباب انسانية.
والحقيقة ان موقف ميركل لا يعود لاسباب إنسانية.. ولا لأسباب اقتصادية.. كما تعلن هي ذلك بنفسها.. وانما يعود لسبب يعرفه كل من اقترب منها.. ويتجسد في رفضها المطلق لثقافة العنصرية والاستعلاء التي مارستها الجماعات النازية.. وكانت عائلة السيدة ميركل هي إحدي ضحاياها.
كان الهاجس الذي يؤرق انجيلا ميركل.. كما عرفتها منذ ٢٦ سنة.. هو ان تتهم بلادها بالعنصرية.. عندما تضع القيود علي استقبال الأجانب والمهاجرين من بلدان الشرق الأوسط المشحونة بالخلافات والصراعات.. وكانت تري ان تاريخ المانيا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية يدعوها أن تكون الدولة الحاضنة للاجانب.. وانه لا تجوز التفرقة بين الماني يعيش في غرب المانيا.. والماني يعيش في شرقها.. ولهذا حديث يطول شرحه.
المهم..
انه اختلط الحابل بالنابل في موضوع التحرش.. وانتقل بسرعة البرق من كونه قضية أمنية إلي قضية الساعة في المانيا.. وتحول إلي قضية سياسية بالدرجة الأولي وبات علي السيدة ميركل ان تعدل من مواقفها ومن المباديء التي تربت عليها داخل العائلة التي تنتمي إليها.. ويبدو انها اختارت ان تجري الحلول بالاتفاق والتعاون مع دول شرق أوسطية بعينها.. وفي مقدمتها مصر.. بالطبع.. قبل ان تتفاقم الامور.. وتتحول إلي موجات من العداء ضد الأجانب بصفة عامة.. علما بأن الذين تم القاء القبض عليهم تمهيدا لترحيلهم.. لم تتخذ ضدهم هذه الاجراءات لكونهم من الأجانب، أو من المهاجرين وانما بسبب ارتكابهم لجرائم الاغتصاب والتحرش التي سجلتها اجهزة التصوير التي كان قد جري نشرها بميدان الكاتدرائية.. وهو اكبر ميادين مدينة كولونيا حيث يتجمع الملايين من كافة الجنسيات للاحتفال بعيد رأس السنة.. واطفاء الأنوار في منتصف الليل.. في اللحظة التي ينتهي فيها عام ٢٠١٥ وتهل فيها اللحظات الأولي من السنة الجديدة.. وهي اللحظة التي بدأت فيها جرائم الاغتصاب.. والتحرش بشكل جماعي بلغت وفق الارقام الرسمية ألف حالة.
السخيف في الموضوع ان هذه الاعمال الوحشية القت بآثارها السلبية علي الملايين من الأجانب الذين يعملون ويقيمون علي الأراضي الألمانية منذ عشرات السنين - علاوة بالطبع علي تشويهها للصورة الذهنية لهؤلاء الأجانب الذين ينتمون كافة فصائل والوان الطيف من المذاهب الإسلامية.. ابتداء من السنة والشيعة والعلويين وأبناء الطائفة الإسماعيلية وابناء الطائفة الأحمدية.. الخ.
علاوة علي من ينتمي منهم لتنظيمات اسلامية محددة هي:
١- المجاهدين العرب.
٢- القاعدة.
٣- الاخوان المسلمين في كل من مصر والجزائر وتركيا.
٤- جماعة حماس الفلسطينية.
٥- حزب الله الشيعي.
٦- دولة الخلافة.. وغيرها.
ومفهوم طبعا ان موجات العداء ضد الإسلام.. لم تفرق بين المذاهب والطوائف.. ومن يعمل بالسياسة.. ومن يبحث عن لقمة الخبز بشرف وأمانة.. لانها وضعت الجميع تحت خانة واحدة.. هي خانة الاجرام.
يبقي السؤال: لماذا يرتكب أبناء دول إسلامية محددة.. لجرائم التحرش والاغتصاب؟! وهل هناك علاقة بين الإسلام.. وهذه الجرائم؟
يجيب علي هذا السؤال السيد جمال قارصلي عضو البرلمان الألماني السابق.. والعضو البارز بحزب الخضر الألماني بقوله: ان القاسم المشترك الاعظم بين الدول التي تنتمي إليها هذه الجماعات.. هو تدهور التعليم في هذه المجموعة من الدول.. وان حقوق الحيوان في الدول المتحضرة اكثر من حقوق مواطني بعض هذه الدول!
وان المهاجر من هذه المجموعة من الدول.. يندمج بابناء ملته من الفاشلين الذين سبقوه في الهجرة إلي البلد الأجنبي ويقع تدريجيا فريسة بين أيديهم.. ويحرفونه عن طريق الصواب.
انتهي كلام جمال قارصلي.. وكل ما اتمناه هو نأخذ نتائج المحادثات التي اجراها وزير خارجيتنا سامح شكري مأخذ الجد وان تلقي القضية اهتمام اهل الاختصاص.. ولاسيما وضع التربية في مدارسنا قبل موضوع التعليم!