والملاحظ علي هذه المبادرة أنها تحقق توحيد الجهود علي مستوي المؤسسات والكيانات المعنية بالتعليم،لترسيخ قيمة أهمية العمل، وقيمة التعامل مع الاخر،واداب الحوار

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة هامة تتعلق بالتعليم الذي يمثل السبيل للنهوض بالأمة،وتتمثل في تشكيل لجنة قومية متخصصة تحت رعاية رئاسة الجمهورية، وتضم كافة الوزارات المعنية،والمجالس التخصصية،وكافة المؤسسات البحثية الوطنية المتخصصة في تحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسية،بهدف ترسيخ منظومة القيم الوطنية ومبادئ الأخلاق في وجدان طلاب وطالبات مصر،علي أن تنتهي هذه اللجنة من عملها خلال ثلاثة شهور
والملاحظ علي هذه المبادرة أنها تحقق توحيد الجهود علي مستوي المؤسسات والكيانات المعنية بالتعليم،لترسيخ قيمة أهمية العمل، وقيمة التعامل مع الاخر،واداب الحوار، وكذلك احترام عقائد الاخرين،ومقدساتهم،وهو دورالمعنيين بصياغة المناهج وتأليف الكتب المدرسية،كمرحلة تالية لما بعد الثلاثة شهور،التي اشار إليها السيد الرئيس
في تصوري كأستاذة جامعية وخبيرة تربوية،أن أول مهام لهذه اللجنة الاطلاع علي التجارب الدولية الناجحة في التعليم،وعلي الدراسات العالمية المتعلقة بتطويروتحديث المناهج المدرسية،خاصة الدول الثلاث الأول في ترتيب أعلي عشر دول في جودة التعليم علي مستوي العالم،وهي كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة وذلك علي النحو التالي :
أولا- إن أهم مسئولية تقع علي اللجنة المعنية بتحديث المناهج تتمثل في تدريس الأخلاق في مدارسنا المصرية، كما هو مطبق في نظام التعليم الياباني الذي يرسخ عند التلميذ في المرحلة الابتدائية قيمة أهمية العمل المنتج،وقيمة التعامل مع الاخر،وقيمة اداب الحوار،وقيمة ثقافة الاختلاف،وفي هذا السياق أصدرت الحكومة اليابانية وثيقة توجيهات تعلم الطلاب،العادات الحميدة، مثل طريقة المشي،ومستوي الصوت،وطريقة الكلام وطريقة السلام،ودرجة الانحناء، والتواصل الاسري
ثانيا»- إن اللجنة المعنية عليها دور» جوهري» في إعداد الخطوط العريضة لمطوري المناهج،وأهمها معرفة الطالب المصري بتاريخ مصر وماضيها، لأن شباب مصر لايقرأون التاريخ، من خلال منهج التاريخ الوطني والدراسات الاجتماعية، وفي هذا السياق نلاحظ أن المناهج البريطانية تغرس في وجدان الطلاب قيمة الانتماء للوطن،والتعرف من خلال المناهج علي الرموز الديمقراطية في تاريخ بريطانيا، بصورة تدريجية حسب المرحلة العمرية، ناهيك عن الجغرافيا السياسية التي تعلمهم أن من يتعلم التاريخ لابد أن يتعلم الجغرافيا
ثالثا»- وبنظرة إلي المناهج في اليابان،يلاحظ أنها تلبي احتياجات السوق الاقتصادية والتقدم التقني، مما يتطلب تحديث المناهج بموضوعات ذات علاقة بالاقتصاد المصري، والتخلص من القضايا التي عفي عليها الزمن، ويتم تطوير المناهج في اليابان وفق معايير أهمها : الاعتماد علي الدراسات البحثية المتخصصة من خلال المؤسسات الحكومية،وأخذ آراء المعلمين وأولياء الأمور،فيما يدرس لابنائهم،والاعتماد علي لجان مركزية ولجان فرعية،ومن ملامح التطوير في اليابان، الاتجاه نحو ديمقراطية التعليم، وذلك من خلال المركزية في التخطيط، واللامركزية في التنفيذ،مما يعطي مرونة في الإدارة والممارسة
رابعا- في اليابان الجهة المسئولة عن تطوير المناهج وزارتا التعليم والثقافة،والكتب تنشرها دورالنشرالتجارية بترخيص من الوزارة،ومن معايير تأليف المناهج المدرسية تخصيص 20 % من الخطة الزمنية للأنشطة المدرسية، وغرس روح التعاون والتفاهم العالمي، وتعلم الموسيقي والفن والادب وتخصيص ساعة للتربية الأخلاقية أسبوعيا» بالاضافة إلي تخصيص 30 % لدراسة اللغة اليابانية
خامسا- تقدمت كوريا الجنوبية حتي احتلت المركز الأول في التعليم،لان لديها رؤية وفلسفة واضحة للتعليم، إضافة إلي أن المناهج المدرسية تخضع كل خمس سنوات للتغيير والتطوير لمواكبة التقدم العلمي والمعرفي،ونسبة التعليم في كوريا 96 %،ونسبة الامية 4 %،رغم أنها لاتملك سوي ثروتها البشرية، إضافة إلي تميزها في التعليم الفني الذي يلتحق به 35 % من الطلاب ( عكس مصر 70%)،ويلتحق بعدها الطلاب بالكليات التقنية والجامعات التخصصية الفنية، ناهيك عن أن 90 % من خريجي التعليم الفني والمهني يلتحقون بسوق العمل بعد تخرجهم،وال10 % يلتحقون بالدراسات العليا مما يتطلب إعادة النظر في نسبة القبول بالتعليم الفني الذي يحتاج إمكانيات وإمكانات
سادسا-المناهج في فنلندا هي مفتاح النجاح حيت التعليم للحياة وليس للامتحانات، والقانون الفنلندي يلزم المدارس بإعداد التلاميذ أخلاقيا» ووطنيا»، من خلال مفاهيم ضمن ثنايا الكتب المدرسية وأهم مايميزها سعادة الأطفال، من خلال اللعب والنشاط والرحلات الأسبوعية،وتخصيص جزء من الوقت الاسبوعي للبحث والدراسة وكتابة تقرير عن الدراسات البيئية
سابعا- أتمني تطبيق التجربة السنغافورية في تأليف الكتب المدرسية المصرية من خلال شعار» تعليم أقل وتعلم أكثر «،مما يتطلب تخفيض كم المعلومات التي يزدحم بها عقل المتعلم لتصل إلي 40 % شريطة المحافظة علي الأساسيات،وفي سنغافورة تقوم إدارة المناهج بتحديد مفردات كل كتاب،وتقوم الشركات بتأليف الكتب في ضوء المفردات،وتتولي الشركات بيع الكتب المدرسية في الأسواق،وذلك بعد الحصول علي ترخيص من وزارة التربية والتعليم،ويترك الحرية للمعلم في اختيار الكتاب الذي يراه مناسبا»، بدلا من الكتب التي يتم تخزينها في المخازن
مايبقي مايلي :
1- إعداد معايير لاختيار من يؤلفون ويراجعون ويحكمون المناهج المدرسية، وقبل تكليفهم يطلب تقرير عنهم من الجهات المعنية، فليس من المعقول أن يتم البحث عن الشخصيات التي تحتل مناصب قيادية،ولايهتم بمن يشكلون عقول أبناء مصر
2- يراعي اختيار شخصيات متخصصة في المناهج والعلوم التربوية من غير القيادات التعليمية والتربوية، مع عدم إغفال المعلمين والموجهين من الممارسين الميدانيين، لأن الطريق طويل لتطوير منظومة التعليم، ليس فقط علي مستوي المناهج ولكن سياسة،وفلسفة، وطرقا»، وأساليب»، وتقويما»،وأنشطة وإدارة، لنجعل من تعليم مصر زادا» خصبا» لصناعة مستقبل أبناء وبنات مصر
[email protected]