العيون كانت مفتوحة علي الآخر ترصد الجلسة الأولي لبرلمان ٣٠ يونيه.. الناس التفت حول شاشات التلفزيون لمتابعة جلسة الإجراءات التي تخصص لأداء النواب للقسم الدستوري وانتخاب رئيس المجلس والوكيلين.. توليفة البرلمان الجديد بما يضمه من أعضاء مشاغبين مرورا بمن هم أصحاب خبرات وحنكة في العمل السياسي وانتهاء بمن جاءت بهم الاقدار إلي عضوية المجلس وهم يرتدون عباءة العمل السياسي لأول مرة فبدت علي ملامحهم الدهشة والرهبة.. أقول هذه التركيبة أكدت أن ثمة شيئا غير عادي سوف يتم.. بين الاستعراض والسكون !.. وبالفعل صدقت التوقعات.. فقد شهدت الجلسة مشادة بين النائب مرتضي منصور وبين رئيس الجلسة بسبب الالتزام بأداء اليمين الدستورية.. كما شهدت القاعة بصفة عامة حالة من الفوضي والهرج والمرج وقيام الأعضاء من مقاعدهم والتفافهم حول لجنة فرز أصوات انتخاب رئيس المجلس والوكيلين بصورة غير لائقة.. ناهيك عمن كانت ترتفع أيديهم بالتحية والتلويح عندما كانت تسلط الكاميرات عليهم فذكرونا بجماهير مباريات كرة القدم.. اما الصورة المخجلة فتلك التي رأيناها بين عدد من الأعضاء الذين يلوكون العلكة بين أسنانهم يميناً ويسارا بشكل مهين.. والاخرين الذين لم يحترموا حتي رئيس المجلس اثناء إلقاء كلمته وراحوا يتحدثون في هواتفهم المحمولة بينما انفرجت أساريرهم بالضحك في صورة غير حضارية !..
ما علينا.. أخيرا اكتمل الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل وتكونت السلطة التشريعية وبدأ بالفعل عمل البرلمان بعد غياب ٣ سنوات وفي انتظاره أجندة ضخمة هامة وحساسة تضم قضايا ومشاكل عالقة تنتظر الحل والحسم..
وفق الله البرلمان الجديد في أداء عمله..
ويا رب هذا البرلمان يكون «أدها»!!..