لا أعرف الدوافع والأسباب وراء إصرار الحكومة علي تحويل 25 يناير، إلي يوم للرعب والفزع وتخويف الناس، وبدلا من الإحتفال بالذكري الخامسة للثورة، ومراجعة الخطوات التي تمت من خارطة الطريق.. من إنجاز الدستور، إلي انتخابات رئاسية، وانتخابات برلمانية (رغم المشهد الكوميدي!).. بدلا من الأحتفال، يتم تخويف الناس ودعوتهم إلي عدم النزول إلي الميدان احتفالا أو تظاهرا، وأعلنت وزارة الداخلية استعداداتها للضرب بيد من حديد (رغم أن اليوم هو نفسه يوم عيد الشرطة)!! وصرح وزير الأوقاف، وصرحت دار الإفتاء في بيان، تحريم التظاهر في 25 يناير (!!!)... صحيح أن هناك تجاوزات، وأن هناك إحباطات وتعثرات، وهناك غاضبون ومتربصون، وأيضا متآمرون، وهناك دعوات علي مواقع التواصل الإجتماعي تطالب بالنزول في 25 يناير لإسقاط النظام.. لكن الأمر بأكمله (مضحك وهزيل) لا يصل إلي انتظار ثورة، أو انتفاضة، أو أي فعل مؤثر.. حتي أشد الناس يأسا وخذلانا لا يريدون تكرار الفوضي، ووقف الحال، وكل ما حدث طوال السنوات الخمس الماضية...لا يوجد مبرر للرعب، ولا مبرر للخوف والهلع.. في يناير 2011 كانت التظاهرات مخيفة، استطاعت بالفعل إسقاط النظام، لأن الناس جميعا كانت ضد مبارك... وفي 30 يونيو كانت المليونيات المزلزلة، لأن الناس جميعا كانت ضد مرسي.. لا مبرر للخوف من الدعوات المتناثرة للتظاهر ضد النظام، لسبب بسيط أن الناس (وبرغم الإنتقادات والتحفظات) لم تفقد الثقة بالرئيس السيسي، ولم تنتقص من شعبيته...
المدهش أن يتحول يوم الثورة، من يوم كسر حاجز الخوف، وحرر إرادة المصريين، إلي يوم لتكريس الخوف والرعب والهلع..!!