من الواضح أن الشكوي لم تنته، وبعد نشر مقالي الماضي عن ثقافة الخريجين والتجربة الجديدة التي تحدث عنها الدكتور عمرو الأتربي عميد كلية التجارة جامعة عين شمس، وصلتني عبر البريد الإليكتروني هذه الرسالة اترك لصاحبها ما تيسر لي من المساحة، وأنوه إلي أنني لا أنشر تجريحاً أو إهانة لأي مواطن أو مسئول، وما ننشره نقد بناء ملتزم بالآداب العامة وأخلاقيات العمل الصحفي.
يعتبر الشاب محمود سعيد صالح نفسه « شاباً يائساً «، يقول «تجربتي مع الصندوق الاجتماعي تجربة فاشلة والصندوق تقريبا تسبب في خراب بيتي وفشل خطوبتي عدة مرات لأنني قمت بإنفاق كل ما أملك علي إيجار مكان وعمل الأوراق وتجهيز المشروع وكنت أنتظر أن يصرف لي الصندوق القرض إلا أن الصندوق قام بتحويلي علي البنك الأهلي الذي تشدد معي في الضمانات حتي أصابني اليأس واسودت الحياة في وجهي، وأصبح الصندوق الاجتماعي بعد كل تلك السنوات بلا إنجازات ملموسة علي أرض الواقع ولا علامات مشهودة تعلق بالذاكرة ولا خطوات جادة تبشر بنجاحات قادمة ولا نجد حتي لو مصنع أقلام رصاص أو استيكات أو اساتك أو فوانيس رمضان.
الحقيقة أن المسئول الأول عن إحباط وانتحار الشباب في مصر وعن ازدياد معدل الإرهاب والهجرة غير الشرعية هو المسئول عن منظومة التشغيل كلها، وهو الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي إذا انصلح حاله انصلح حال مصر كلها، للأسف البيروقراطية تعيش فيه أزهي عصورها.
طبعا الرسالة لم توضح ما هو المشروع، وما هي العقبات التي وضعها الصندوق أمامه، وعموما الأمر لا يحتاج رد الصندوق فقط، بل يحتاج إعادة تقويم الصندوق منذ نشأته إلي الآن، ربما يكون له دور في مواجهة البطالة ! وربما العكس كما يقول الشباب. ويبقي سؤال مهم، لماذا لا يكون في إدارة الصندوق قسم خاص بتلقي شكاوي الشباب وحلها؟!!
دعاء : (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) «هود-47».