التحضير لإطلاق الأزهر «وثيقة تجديد الخطاب الديني»، علي قدم وساق، وبات الأمر مسألة وقت، واذاكان اصدار الوثيقة عبر شراكة بين علماء الأزهر ونفر من النخبة، فلنا أن نتساءل قبل اطلاق الوثيقة : هل المساهمون في صياغتها يعبرون -حقا- عن روح التجديد والغايات التي يتطلع إليها السواد الأعظم ممن يعانون من رجعية الاسلام بريء منها؟
التجارب السابقة تثير من المخاوف بأكثر مما تمنح من تفاؤل وأمل.
الكلام عن الوسطية، واحترام العقل، والبُعد عن التطرف تهدمه فصول بعض المناهج بالمدارس والكليات الازهرية، وخطباء وأئمة تخرجوا في الجامعة العريقة يعتلون المنابر فيبثون ما يكفي لهدم كل القيم السمحة، صحيح انهم ليسوا حجة علي الاسلام، لكن الواقع أنهم يقدمون انفسهم باعتبارهم اصحاب الفهم السليم للدين، ثم ان الاخطر أن يقترف بعض من يرفض الازهرانتسابهم للاسلام من الافعال ما يعطي للدنيا كلها فرصة للاساءة للمسلمين ودينهم، استنادا إلي أن جرائم الارهابيين مبررة بنصوص مقدسة تتضمنها البيانات التي تعقب عملياتهم الدموية.
المسألة عندي وكُثرٌ غيري، تتجاوز نصوص وثائق، وحديث عن التجديد، ثم علي الارض سلوكيات تفرغ أي وثيقة مهما كانت عبقرية من مضمونها.
قبل اطلاق وثيقة التجديد علي المؤسسة الدينية أن تمارس نقدا ذاتيا لنفض الكثير مما علق بمناهجها وسلوكيات نفر ينتسبون اليها، والأهم أن توسع دائرة المشاركة علي مستوي النقاش والصياغة، ولابأس بعدها من اطلاق الوثيقة.
مطلوب افعال تحرث الأرض امام موجة التجديد.