صورة جميلة للدكتور أسامة الأزهري، عضو الهيئة الاستشارية لرئيس الجمهورية والنائب المعين في البرلمان، وأستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، وهو يداعب ويصافح «كلب» ويحنو عليه، أثارت ضجة علي مواقع التواصل الاجتماعي.. رغم أهمية الصورة ودلالاتها التي تعكس الرحمة والعطف علي كائن ضعيف، إلا أنه تعرض لهجوم شديد واضطر للتوضيح، قائلاً: «لعل الله تعالي أن يملأ قلوبنا بمعني الرحمة، ليس بالإنسان فقط، بل بكل كائن حي».. وأضاف: «ورضي الله عن ساداتنا أهل الكهف الأتقياء الأصفياء الذين وصفهم الله تعالي بقوله: «نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْك نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَة آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًي».. وتابع:» ومع ذلك فقد صحبهم كلبهم، ولا شك أنهم كانوا يطعمونه ويرحمونه ويترفقون به، وإذا قاموا إلي صلواتهم غسلوا الموضع الذي يصيبه لعابه بكل يسر وسلاسة ودون تشنج ولا هلع، وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا الذي أرسله الله رحمة للعالمين حيث قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج، وإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقي الكلب، فشكر الله له فغفر له». قالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم لأجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر».
سعادتي كبيرة بالدكتور أسامة وفكره الديني السمح.. فهذا هو الإسلام وهذه هي الرحمة التي حثنا عليها.. وهي صورة مهداة لكل من يهاجم أصحاب القلوب الطيبة من محبي الحيوانات الضعيفة التي تحتاج إلي العطف والحنو.. بدلاً من القسوة وإطلاق النيران عليها في الشارع أو دس السم لها للتخلص منها بطريقة وحشية وتركها ملقاة تؤذي المارة وتربي العنف في قلوب أطفالنا.
لقد جعل الله - سبحانه وتعالي - الرحمة بالحيوان باباً من أبواب الأجر ودخول الجنة، والقسوة معها سبباً لدخول النار.. روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: «بينما كلب يطيف بركية «بئر» كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها أي «خفها» فسقته فغفر لها به». وقد أمرنا الرسول - صلي الله عليه وسلم - بالعناية بالحيوان وتقديم الطّعام المناسب والكافي، وكذلك نهي عن لعن الدّواب عند ركوبها أو سبّها..اللهم املأ قلوبنا بالرحمة واجعل لنا في كل كبد رطبة أجرا.