مرة ثانية وثالثة يجرجرنا حلمي نمنم وزيرالثقافة، إلي تصريحاته الغريبة والمرتبكة.. بعد تصريحه حول (الدور الثقافي لسوزان مبارك، الذي لا ينكره أحد) كتب في المصري اليوم حول الفساد الصغير والفساد الكبير، واصفا جريمة القصورالرئاسية (التي أدين فيها مبارك بحكم محكمة) بالفساد الصغير أو الفساد المتدني، كونه وقع من أرفع مسئول بالدولة.. وأعتبره أقسي سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا، مما لو أدين مبارك في قضية قتل المتظاهرين(!!).. ذلك لأن الفساد الكبير (قتل المتظاهرين) يمكن أن يكون له تبرير سياسي، بينما الفساد الصغير (سرقة القصور) محمول أخلاقيا، من حيث هو جريمة تمس الشرف!
التقسيمات والتصنيفات التي يقدمها وزير الثقافة، غير مفهومة تماما، والكلام عن الفساد الصغير والفساد الكبير، هو في الأغلب تمرير لأحدهما أو كليهما، وكأن فارق الجرائم هو الدرجة أو الحجم (!!).. وكأن فارق الجرائم هو(السياسي أو الأخلاقي)!!... التفرقة بين درجات الفساد منهجية تنتهي غالبا إلي الظلم أو التبرير، تماما كما حدث مع المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وتقريره حول الفساد خلال العام الماضي (600 مليار جنيه) حيث أتهم بالمبالغة والتقديرات الجزافية المغلوطة والميول الإخوانية، رغم تأييد الرقابة الإدارية، وتأييد عدد من الوزراء بالحكومة لتقارير الفساد.. لكنه الإنشغال بالحجم والدرجة، حيث الإنتقال من خانة الفساد الكبير إلي خانة الفساد الصغير، أشبه بمحاولات التبرئة أو غسيل السمعة، رغم أن الفساد فساد، سواء كان كبيرا أو صغيرا، وفعل السرقة لا يختلف كثيرا، إن كانت السرقة بيتا أو كانت وطنا !!