لست مع المتعجلين في الحكم علي مجلس النواب، ولست مع الذين ترصدوا للبرلمان الجديد في جلساته الاولي، واطلقوا عليه احكاما بالايجاب او السلب، فيها بعض التسرع أراه من غير المطلوب ولا المحمود، في حين ان التأني ضرورة لابد من الالتزام بها حتي تستقر الاحوال، ويلتقط البرلمان انفاسه، وتزول عن النواب رهبة المجلس ودهشة البدايات، ويألفون المكان ويعتادون علي ما هم فيه تحت القبة.
وازيد علي ذلك بالقول، بأني لست بالقطع مع الذين رأوا في مجريات الانتخابات البرلمانية، وما اسفرت عنه من نتائج، خروجا عما كان متوقعا أو مأمولا،..، بل علي العكس من ذلك أري انها اسفرت عن تمثيل جيد يعبر في كليته عن جموع المواطنين، وتنوع مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وايضا العمرية،..، ويكفي في ذلك النظر إلي اعداد النواب من الشباب والمرأة والاخوة الاقباط، علي سبيل المثال وليس الحصر.
ولذلك فإني اتوقع ان نشهد عملا ونشاطا برلمانيا مكثفا ورفيعا من جميع الاعضاء، يتسابق فيه كل النواب علي جميع انتماءاتهم الحزبية وانحيازاتهم الاجتماعية وكذلك ايضا المستقلون، علي السعي لتحقيق تطلعات الشعب في برلمان يعبر عن مصالحهم وحقهم في الحياة الكريمة وآمالهم المشروعة في الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة القائمة علي المساواة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون.
كما اتوقع ان نشهد حرصا بالغا من جميع نواب البرلمان علي الارتفاع إلي المستوي الذي دفعهم اليه الشعب ووضعتهم فيه الجماهير، عندما اختارتهم دون غيرهم نوابا للامة، ومعبرين عن آمال وطموحات الشعب في الغد الافضل بإذن الله.
وفي هذا الاطار فإني لا اتوقع علي الاطلاق، ان نري ضجيجا فارغا تحت القبة، أو نشهد مهاترات فجة وصدامات أو صراعات شخصية، أو متاجرة بآلام الشعب ومصالح الجماهير، أو سعيا لتحقيق مصالح خاصة علي حساب المصالح القومية.
ودعوني آمل في تحقيق هذه التوقعات أو غالبيتها علي الاقل.

[email protected] بقلم :- محمد بركات