لعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا إن هناك دلائل عديدة تشير إلي اننا ستشهد تقدما كبيرا في العلاقات المصرية الصينية خلال المرحلة المقبلة، وان التعاون المشترك بين الجانبين المصري والصيني سيشهد انطلاقة حقيقية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية واقامة المشروعات المشتركة.
هذا ما تؤكده القراءة الصحيحة للاستعدادات والترتيبات والتصريحات المعلنة عن الجانبين المصري والصيني، في كل من القاهرة وبكين خلال الأيام القليلة الماضية، والسابقة للزيارة المرتقبة للرئيس الصيني لمصر والقدر ان تبدأ اليوم، والمحادثات المهمة التي سيجريها الرئيس السيسي معه اليوم وغدا.
وفي هذا السياق نود الاشارة إلي امرين أساسيين يتمتم وضعهما في الاعتبار، واعطائها مزيدا من الاهتمام والجدية، نظرا لما لهما من تأثير ايجابي علي مسار العلاقات بين الدولتين، وهو ما توليه مصر اهتماما خاصا، في ظل سعيها لمزيد من التعاون مع جميع القوي الدولية الصديقة علي الساحة الدولية ومنها الصين بالتأكيد.
اولهما، ان هذه الزيارة تأتي تأكيدا لعمق علاقات الصداقة.. والود والتعاون التي تربط البلدين، وقدر التقدير والاحترام المتبادل بين الشعبين، خاصة ان الجانب الصيني بكين لمصر تقديرا خاصا، لكونها أول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة معها، مضي عليها الان ستون عاما كاملة.
هذا بالاضافة إلي الروابط التاريخية والسياسية القوية والمتينة التي ربطت وتربط الشعبين وقيادات البلدين طوال هذه الفترة وخلال فترة الخمسينيات والستينيات علي وجه الخصوص.
وثانيهما، ان هناك إرادة سياسية ورغبة شعبية في الدولتين لتطوير وتنمية هذه العلاقات التاريخية المتميزة في الجوانب السياسية، وصولا بها إلي علاقات قوية ومتينة علي المستوي الاقتصادي، بما يحقق مصالح البلدين والمنافع المتبادلة لكلا الشعبين.
وفي تصوري ان القراءة الصحيحة لهذين الأمرين تقول بأننا سنشهد انطلاقة قوية للعلاقات المصرية الصينية خلال هذه الزيارة، تصل بها إلي افاق رحبة من التعاون الاقتصادي في جميع المجالات.