لم يكن إعلان المتحدث الرسمي باسم حكومة تركيا الاردوغانية دعوة الرئيس السيسي لحضور قمة منظمة الدول الإسلامية اجراء مفاجئا. كان لابد من توجيه هذه الدعوة أولا بحكم رئاسة مصر للدورة الحالية والتي عليها أن تسلم الرئاسة لتركيا بحكم استضافتها للقمة القادمة التي تعقد من يوم ١٠ حتي ١٥ ابريل.
من ناحية اخري فإن بروتوكول تأسيس المنظمة يحتم علي الدولة المضيفة توجيه الدعوة لكل أعضائها اضافة إلي أن مصر دولة مؤسسة وأساسية منذ انشاء المنظمة.
اذن فإن حضور مصر لا علاقة له بموقف رئيس تركيا اردوغان الداعم والمساند لجماعة الإرهاب الإخواني والذي يفرض عليه عدوانيته تجاه مصر وثورة شعبها يوم ٣٠ يونيو.
هذا السلوك الحاقد الذي يؤكد تحالفه مع إرهاب هذه الجماعة وكل التنظيمات الإرهابية التي خرجت من رحمها دفعه إلي توفير التمويل والمأوي الآمن وتسهيل ممارستها لأنشطتها الاجرامية. ما أقوله ليس تجاوزا في الاتهام ولكنها الحقيقة الدامغة التي تؤكد ان هذا الرئيس الذي يسعي للمغانم من وراء هذه المواقف.. تفضحها التصريحات الصادرة عنه منذ قيام ثورة ٣٠ يونيو التي «شلحت» جماعة الإرهاب الإخواني عن حكم مصر.
وباعتبار أن الأشخاص في الدول إلي زوال وان الشعوب باقية فإن ما قام ويقوم به هذا الاردوغاني الموتور لا يمكن أن تؤثر علي العلاقة بين شعب مصر بلد الأزهر منارة العالم الإسلامي وبين الشعب التركي. هذه العلاقة تحكمها أواصر تاريخية واخوة اسلامية لا تتأثر بمثل هذه المهاترات والهفوات السلوكية التي تدل علي مدي الجهل بعظمة واصالة مصر.
حول هذه القضية برزت كياسة ودبلوماسية سامح شكري وزير الخارجية الذي أجاب علي اسئلة وسائل الإعلام بشأن حضور أو عدم حضور الرئيس السيسي لهذه القمة الإسلامية في تركيا استنادا لهذه السياسة العدوانية من جانب اردوغان. بداية حرص في هذه الاجابة علي النفي القاطع لما يتم ترديده من جانب بعض الدوائر ووسائل الإعلام عن وجود وساطة لتحسين العلاقات المصرية التركية. كانت هذه العلاقات قد اصيبت بنكسة نتيجة سياسة اردوغان غير السوية التي لا تحترم المبادئ والمواثيق الدولية التي تحظر التدخل في الشئون الداخلية للدول وما ترتضيه شعوبها من مسارات لحياتها.
بشأن حضور الرئيس السيسي هذه القمة قال وزير الخارجية إن هذه الخطوة يقررها الرئيس بنفسه في ضوء ما يراه يحقق مصلحة الوطن المصري. أضاف لهذا التوضيح أن حضور مصر لهذه القمة لا يفرض عليها التمثيل بمستوي معين حيث انها هي المسئولة عن تحديد ذلك.
بالطبع فإنني اتفق مع وزير الخارجية سامح شكري بأن حضور الرئيس السيسي للقمة مرهون بما يراه ويقدره. رغم ذلك فإنني أري من وجهة نظري الشخصية أن هذا الاردوغان النرجسي لا يستحق أن يلقاه الرئيس إلي أن يغير سياساته التي أصبحت نشازا بالنسبة لكل دول العالم. إنه يعلم تماما أن مواقفه العدائية ضد مصر وثورتها لن تؤثر بأي حال علي مكانتها الاقليمية والدولية التي تتعاظم يوما بعد يوم.