ونحن نحتفل بعيد ثورتنا العظيمة في 25 يناير، علينا أن نتعمق في قراءة المشهد الداخلي، والمشهد في المنطقة من حولنا.. لندرك حجم الإنجاز الذي حققناه في ثورتي يناير ثم 30 يونيو، وكيف أنقذنا مصر من وضع كان يقودها للكارثة قبل يناير، ثم من فاشية إخوانية نري جميعا حجم الدمار الذي تنشره في دول المنطقة هي وباقي فصائل الإرهاب الإخواني الداعشي .. ولنعرف حجم المرارة التي تعصف بقلوب وعقول أعداء مصر بعد أن أفلتت «الجائزة الكبري» من أيديهم في 30 يونيو.
المشهد في الداخل يحتاج منا لجهد نحن قادرون عليه. المشاكل والعقبات مازالت أمامنا، فنحن نتعامل مع ميراث 40 سنة من الفساد، ومع إرهاب منحط ومع اقتصاد يحتاج للكثير.. لكن الأهم أننا ـ مع ذلك كله ـ مطالبون بأن نكون علي وعي تام بالتطورات الخطيرة من حولنا، وأن نكون ـ علي الدوام ـ مستعدين للتعامل مع أي مخاطر علي أمننا الوطني.
نقول ذلك والأوضاع في المنطقة تنذر بالمزيد من التصعيد علي كل الجهات. الرئيس الأمريكي أوباما الذي بني سياسته في المنطقة علي الانسحاب وعدم الانخراط في نزاعاتها بصورة مباشرة.. يعلن الآن ـ علي لسان وزير دفاعه ـ أن أمريكا ستنشر قوات «برية» في سوريا والعراق لمحاربة «داعش» وتحرير الموصل والرقة.. بعد أن كان الحديث الأمريكي يتواصل بأن الأمر سيحتاج لعشر سنوات!!
ويبدو أن الضربات الجادة التي وجهتها روسيا للتنظيمات الإرهابية قد أجبرت واشنطون علي مراجعة حساباتها، خاصة مع تزايد الوجود الروسي في سوريا يوما بعد يوم، وخوفا من استعادة قوات النظام في سوريا للأراضي المحررة من عصابات الإرهاب.
تريد أمريكا أن تكون موجودة، أو هي مضطرة بعد فشل حلفائها في أداء مهمتهم، وبعد الضربات التي يتلقاها الدواعش، ومع اقتراب لحظة حسم المواقف علي الارض في مواقع القتال بسوريا، ومع تطورات الموقف في العراق وانعكاس ما يحدث في سوريا علي ما يجري في العراق الذي يعاد فيه خلط الأوراق بصورة كبيرة، خاصة مع الاتفاق الإيراني الأمريكي، وردود فعله علي القوي المناوئة في الداخل والخارج.
والأخطر ـ بالنسبة لنا ـ هو تطورات الموقف في ليبيا، والإعلان الأمريكي من جانب رئيس الأركان، والأوربي من جانب المسئولين في الاتحاد الاوربي، بأن التدخل ـ من جانبهم ـ أصبح ضروريا لوقف توسع «داعش» التي بدأت في تدمير المنشآت البترولية الرئيسية بعد ان تمركزت في مدينة «سرت». ومع المخاوف من هروب قيادات «داعش» من سوريا والعراق للتمركز في ليبيا وتحويلها الي قاعدة لضرب استقرار أوربا، بالاضافة لتهديد دول الجوار.
يعرف الإخوان والدواعش في ليبيا جيدا أن المساس بمصر (حدوداً أو مواطنين) سوف يقابل بكل حسم وقوة. ويدرك الإخوان والدواعش في داخل مصر أن كل يوم يقربنا من استئصال إرهابهم من جذوره، وندرك نحن (شعباً وجيشاً) أن ما بدأناه في 25 يناير سيستمر ويكتمل، ليكون وطنا ليس فيه مكان لإرهاب خائن أو لفساد ينخر في جسد الوطن، أو لحكم يرضي بالتبعية أو لا يعرف معني الوطن.