معذرة علي هذا التبسيط الشديد، لكن لا عتب علي المضطر.
ما رأيكم دام فضلكم في اثنين ذهبا للمأذون، وتم عقد قرانهما، وكانت نية أحدهما تحصيل متعة أو منفعة وقتية ثم فض الشركة، أقصد الزواج، هل يمكن نعت الآخر بأنه شريك في الإثم؟
شيء شبيه بذلك حدث في مصر قبل ٥ سنوات، شعب ضاق ذرعا بالظلم والاستبداد، يتطلع لأهداف نبلية وبسيطة، يسعي سلميا للتغيير، تنتفض طليعته رافعة شعارات تعبر عما يجيش في صدور الملايين، وبالمقابل هناك أناس أصحاب اچندات ترتبط بمخططات حيكت وراء الحدود، وقوي داخلية تؤازرها، وتنوي الانقضاض علي الدولة لا النظام، والطرفان عقدا العزم علي ركوب ظهور الثوار، وإحباط الثورة، فهل يمكن وصف ٢٥ يناير بالمؤامرة انحيازا لمن أرادها؟
التعاطف مع من تآمروا لا يبتعد كثيرا عن اتهام الطرف حسن النية في المثال الأول بالغفلة لأنه اعتقد بأن شريكه ينتوي إقامة بيت وأسرة وعلاقة محترمة مستمرة، لا الاستمتاع العابر ثم تمزيق عقد الزواج، فهل ارتكبت طليعة الثوار إثما وكان عليها ان تدفع ثمن نقائها، بل وتجريد فعلها الثوري من جوهره، ووصفه بما أراده من سعوا لسرقة الثورة وتحويلها إلي مؤامرة مكتملة الأركان؟!
نعم كان هناك من يراقب ويستعد للانقضاض علي لحظة التغيير التي كانت آتية لا ريب فيها، فهل كان علي أصحاب الحق في التغيير ان يكبتوا تحركهم؟ وكان هناك من يسعي لتحويلنا كمنطقة عمليات لحروب الجيل الرابع، بالتعاون مع المتأسلمين والفوضويين فهل كان الأجدي تأجيل الحلم؟
نعم، المؤامرة كانت حاضرة، لكن إرادة التغيير تظل الأقوي والأبقي.