نحمد الله ونشكر فضله ان مر يوم ذكري ثورة ٢٥ يناير في سلام وأمان دون أن تلوثه جرائم جماعة الإرهاب الإخوانية وأذنابها. هذا الأمر يسعد بالطبع جموع المصريين المتطلعين أن يغمر الأمن والأمان وطنهم ويظلل حياتهم بما يمكنهم من الانطلاق بوطنهم إلي الآفاق التي تحقق له ولهم الكرامة والعدالة الاجتماعية.
بالطبع فإن ما يسعد الشعب المصري.. يمثل حزنا وحسرة للجماعة الإرهابية التي استطاعت السطو علي هذه الثورة. انها حاولت تسخير هذا الحدث العظيم لخدمة أهدافها المريضة القائمة علي التنكر للقيم الوطنية ولتطلعات الشعب إلي الديمقراطية والحياة الكريمة. اكتشاف الشعب لهذا التربص بوطنه ومستقبله دفعه إلي القيام بثورته العارمة يوم ٣٠ يونيو. هذه الثورة نجحت بدعم ومساندة قواتنا المسلحة في شلح جماعة الإرهاب الإخواني عن حكم مصر الذي بلغته بالخداع والتضليل والتزوير.
ليس معني مرور يوم ٢٥ يناير بهذه الصورة الآمنة الهادئة الحضارية المتجاوبة مع أماني الشعب المصري الذي عاني ومازال يعاني من تداعيات التآمر والتخريب .. السكون إلي الاطمئنان. يتحتم علينا وعلي ضوء تجربتنا مع الغدر الإخواني ان نأخذ حذرنا بعدم الاسترخاء وان يتواصل استنفارنا علي المستوي الأمني والشعبي لمواجهة أي مخططات إرهابية. ان افتقاد الجماعة للقيم الأخلاقية إلي جانب استسلامها للاحقاد والاحلام الوهمية وسيطرة نزعة الانتقام تدفعها إلي اللجوء لكل الاعمال الاجرامية.
ما اقوله لا يتعارض مع ثقتنا المتناهية في يقظة قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة اللذين قدما تضحيات هائلة وجسيمة محورها الأساسي مئات الشهداء.. من اجل حماية وتأمين مصر والمصريين. من ناحية أخري فقد كان الشعب المصري علي مستوي المسئولية في احتفاله بذكري ٢٥ يناير وحرصه علي الامتناع عن التجمعات التي قد تسمح باندساس عناصر الجماعة والمأجورين والعملاء لنشر الفوضي والقيام باعمال التخريب.. هذا يؤكد أن شعبنا اصبح يعي تماما ما تستهدفه مخططات الجماعة الإرهابية بعد ان ذاق الخراب والدمار علي يديها. هذا الوعي لم يعد يتعلق بالدور الذي تقوم به جماعة الإرهاب الإخوانية بل اصبح يشمل أيضا كل العناصر التي ساعدتها للوثوب علي حكم مصر والسيطرة علي مقدر اتها.
كم أرجو ان يتفرغ الشعب المصري للعمل والإنتاج في الفترة القادمة وان تكون لديه حكومة علي مستوي المسئولية للعمل معه بجد واجتهاد وعزيمة لتحقيق الامال والطموحات. لا سبيل إلي النجاح في تحقيق هذه الأهداف الا اذا اتسمت قرارات واجراءات قيادات وأفراد الجهاز التنفيذي للدولة المصرية بالكفاءة والجرأة والشفافية والتخلي عن اداء الايادي المرتعشة.. سيطرة هذا المناخ كان وليد فترة استيلاء جماعة الإرهاب الإخواني علي ثورة ٢٥ يناير. في هذا الشأن ارتكزت خطة هذه الجماعة المحظورة علي اشاعة اجواء الإرهاب والترهيب حتي تتمكن من عزل وتهميش كل القوي الوطنية وفي مقدمتها الشباب الذي قام بثورة ٢٥ يناير. كان هدف هذه الجماعة الإرهابية من وراء هذه السياسات السرعة في أخونة الدولة المصرية لتحقيق طمس معالمها التاريخية والتراثية وتفعيل مخططها القائم علي الاممية.