الآن.. وبعد ان احتفلنا بطول البلاد وعرضها منذ يومين فقط، بمرور خمس سنوات كاملة علي حدثين كبيرين في الدلالة والمعني، هما مرور خمس سنوات كاملة علي أحداث "الخامس والعشرين من يناير 2011"، التي واكبت في ذات التوقيت "أعياد الشرطة "،...، أحسب ان هناك ضرورة للتوقف للنظر والتأمل والتدقيق فيما جري وما كان، وصولا إلي ما نحن عليه الان، وتطلعا لما يجب ان نكون عليه قياسا علي ما نسعي لتحقيقه في الغد بإذن الله.
وفي هذه الوقفة يلفت النظر بالتأكيد، ذلك التحرك الايجابي لجموع الشعب المصري الرافض بوضوح ظاهر وجلي، لكل الدعاوي الساقطة والمشبوهة للجماعة الإرهابية، التي حاولت بكل الحقد والكراهية للوطن والشعب ان يكون يوم الخامس والعشرين من يناير يوما للعنف والتخريب،..، فما كان من الشعب إلا ان جعله يوما للاحتفال بالحدثين والعيدين معا.
كانت الدعاوي الساقطة والمشبوهة تنادي من خلال أبواقها المسمومة، بأن يكون يوم الخامس والعشرين من يناير، يوما للتهجم علي الشرطة واشاعة الفوضي والعنف وعدم الاستقرار في البلاد،..، فإذا بالشعب يحتفل بشرطته وحماة أمنه، ويترحم علي الشهداء منهم الذين قدموا أرواحهم فداء لمصر وشعبها.
وفي ظل ذلك علينا ان نتنبه إلي حقيقة مؤكدة وهي ان الجماعة الإرهابية، كانت ولازالت تسعي بكل الحقد والكراهية ان يكون ويبقي يوم الخامس والعشرين من يناير، يوما للعنف والتخريب وذكري لإشاعة عدم الاستقرار والقلق والخوف في نفوس المصريين،..، ولكن إرادة الله ووعي الشعب احبط ما كانوا يسعون إليه.
ولكن ذلك يفرض علينا عدم التوقف عند ذلك، ولابد ألا ننجرف وراء ما يريدون، ولا يجب ان نظل أسري الخوض في قضايا جدلية وخلافات مفتعلة يحاولون جرنا إليها وسقوطنا فيها، علي شاكلة افتعال خلاف بين أنصار الخامس والعشرين من يناير، وأصحاب الثلاثين من يونيو،...، وهو ما لن يفيد احدا سوي أعداء مصر وشعبها.
لابد ان نتحرك للأمام ونسعي بكل قوة لبناء مصر المستقبل ونتوقف عن النظر للخلف، والاستغراق في الجدل والخلاف.