النساء غاضبات، بسبب تشكيل المجلس القومي للمرأة... صحيح أن المجلس طوال عمره، مجرد ديكور للحكومة، لكن قرار الرئيس السيسي بإعادة تشكيله، فرصة للتغيير... الأسماء المرشحة في التشكيل الجديد للمجلس، مخيبة ومحبطة للكثيرات، بسبب غياب الخبرة والوعي بقضايا المرأة ومشاكلها.. لا وجود للناشطات النسويات بالمنظمات المعنية بشئون المرأة، ولا وجود للشباب، ولا وجود للحقوقيات، ولا الخبرات للعاملات في قضايا المرأة.. كل هذا الغياب، يعني غياب الرؤي والمعايير الموضوعية، وحضور للعشوائية ومنهجية المحاسيب.. تماما كما حدث في اختيار النواب المعينين بمجلس النواب، والذي أعلن البعض منهم، عن عدم اهتمامه بالسياسة (!!) وقالت إحدي النائبات المعينات (يعني المختارة بدقة وعناية ومعايير منضبطة) أن المتظاهرين في يناير، قتلوا أنفسهم، حتي "يلبسوها" لمبارك!!... وطبعا لسنا أمام خلل النائبة، لكن بالتأكيد أمام خلل اختيارها..!!
غياب المعايير يكاد يكون منهجا، في اختيار قيادات الدولة ومسئوليها، أو هي معاييرغير واضحة ومجهولة، أو هو الولاء والمعيار السياسي، دون أي اعتبار للتخصصات وللقدرات والمهارات، والمعايير العلمية والفنية والقانونية... كثير من الوزراء يدخلون إلي الوزارة، ويخرجون منها دون معرفة حقيقة لأسباب اختيارهم، ولا أسباب استبعادهم... وكثير من تعيينات المحافظين (منذ سنوات طويلة) هي بمثابة مكافأة نهاية الخدمة لقيادات الجيش والقضاة.. والنتيجة دائما جهاز إداري بلا ضوابط ولا معايير، محكوم باختيارات عشوائية، وحسابات ومصالح ومجاملات.. لابد أن تنتهي بمنظومة كاملة للفساد الإداري!