يحز في نفسي جداً منظر عمال النظافة وهم يمسكون «المقشات» يدفعون مياه الأمطار المتجمعة في الطرق، وحولتها الي برك تؤذي البلاد والعباد.. ويحزنني خروج المسئول منتفخ الأدراج فاتحاً صدره وهو يقول بكل فخر أنه دفع بسيارات لشفط المياه من الشوارع. والسؤال لماذا كل هذا العجز والفشل؟
هل استعصي علينا بناء طرق بأسلوب هندسي يسمح بانحدار المياه إلي الاجناب أو الي منتصف الشارع إذا كان صغيرا؟ هل استعصي علينا عمل بالوعات الامطار أم أننا نسينا أصلا أن هناك شيئا اسمه بالوعات للأمطار؟ الامطار نعمة الله التي يرسلها إلي الارض : ( وَتَرَي الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) ولكنها عندنا، وبعجزنا تحولت إلي نقمة تهدر بأيدينا مليارات الأمتار المكعبة من المياه التي يمكن ان نحولها لاستصلاح الصحراء.
القاهرة، والإسكندرية، وكثير من عواصم المحافظات كانت تتمتع بشبكة محترمة للامطار ولكن في الثمانينيات تم دهمها عندما عجزت شبكة المجاري عن استيعاب مياه الأمطار اذا زادت.
محلب عندما كان رئيسا للوزراء كلف الحكومة بسرعة علاج الامر، ولكن ذهب محلب، وبقيت المطبات، ولم تعد بالوعات الامطار، رغم تصريحات المحافظين والوزراء، لأن الواقع أصدق من كل أكاذيبهم.
لا يليق بمصر أن تنقل وكالات الأنباء صورا من شوارعها وهي غارقة في الامطار والعمال بالمقشات يتعاملون مع الامطار.. وأنا اختتم سطور هذا المقال اكتشفت أنني أكرر ما كتبته عشرات المرات..
ياخسارة علي مصر.. ومعذرة للقارئ.. إزعاج علي إزعاج.