مباراة الأهلي والزمالك طول عمرها ملهاة للشعب المصري، كل واحد فينا ينسي كل مشاكله وهمومه بل وديونه وأولاده بسبب انتظاره لمباراة القمة، وتبدأ الدنيا كلها تقوم ولا تقعد إلا بعد انتهاء هذه الملهاة (القمة).
فعلا إنها قمة الملهاة، ولكننا مع الظروف التي نعيشها في هذه الأيام حولناها لمكلمة، ويمكن أن نسميها المكلمة الكبري علي وزن الملحمة الكبري، فالكل يتكلم والكل يتوعد ويهدد.
رئيس نادي الزمالك وبما عرف عنده من طلاقة في التصريحات وقوة في التهديد حول مكان إقامة المباراة إلي معركة، وتهديد مرة بالإستقالة ومرة بعدم ذهاب فريقه إلي ملعب المبارة إذا كان هذا الملعب هو ستاد برج العرب بالاسكندرية، وبالطبع لم يفوت المدير الفني للزمالك (العالمي !) الفرصة دون تصريحات نارية لإخافة المعسكر الأحمر الذي يعيش نشوة الإنفراد بالقمة والفوز علي إنبي العنيد معه غالبا، وتعسر غريمه الأبيض في قلعة الدراويش بقدم ابن من أبناء الأبيض معار للفريق الأصفر، وكانت تصريحات المدير الفني للزمالك تصب في محاولة انتشال فريقه من حالة الهبوط الغريب وغير المبرر إلا من التخبط الإداري الذي يعيشه الفريق، والخوف الدائم من ردة فعل رئيس النادي الذي لا يرضيه الهزيمة أبدا حتي تحول حبه للانتصار في جميع المواقف إلي عقدة لدي فريقه، وليس ميزة.. ودخلت المكلمة (وقفة رمضان) وماذا سيحدث إذا كررها.
وأبي الفريق الأحمر إلا أن تمر هذه القمة دون الدخول في المكلمة، فتحدث مشكلة في ملعب التدريب بين كابتن الفريق وهدافه الأول لسنوات طويلة مع أحد النجوم الوافدين حديثا علي الفريق، وطبعا النجم الكبير يعيش حالة نفسية غير مستقرة منذ سنوات ولم يصل لمستواه المعروف عنه وفي المباراة الأخيرة دفع به المدير الفني للفريق قبل النهاية بدقيقتين، وكلها عوامل تزيد من توتره فيندفع في مشاجرة مع زميله تصحبها عقوبة المنع من المشاركة في لقاء القمة من قبل المدير الفني للنجم الكبير، وما زالت المكلمة مشتعلة ولن تنتهي إلا بعد انتهاء هذه المباراة بأيام، وطبعا أسعد الناس بهذه المكلمة القمة أهل السياسة، عفانا الله منها وكفانا شرها وشر رجالها.
محمد صلاح والصحوة:
هل كان الإعلام الإيطالي والمصري في انتظار هدف لمحمد صلاح حتي يشعروا بأنه نجم فريق روما وأنه لولا إصابته المتعمدة في مباراة فريقه مع لاتسيو لحقق الكثير خلال مسيرته في الدوري الإيطالي، وهل هذا الهدف بمثابة الصحوة لصلاح، كلها أسئلة أتمني أن أرد عليها بإذن الله في مقالة قادمة لضيق المساحة.