أشياء كثيرة يمكن الوقوف أمامها فيما يتعلق بمداخلات الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس في افتتاح العديد من المشروعات التي تم تنفيذها علي مستوي الجمهورية، ولكن ما أريد الوقوف أمامه تحديدا هو لمسه لحقيقة أزمة العشوائيات في مصر، وضرورة وجود رؤية جديدة للتصدي لها من المنبع، وليس بطريقة محاولة علاجها بعد تفاقمها.. واذا أتيح لأي إنسان أن يطير فوق مصر علي ارتفاع منخفض - كما وجه الرئيس بأن يتاح ذلك لعدد من الإعلاميين- سوف يدرك حجم كارثة العشوائيات في مصر.
طول عمرنا نترك العشوائيات تنمو كورم سرطاني، فإذا استفحلت، وأصبحت أمرا واقعا تأتي الدولة لمحاولة الحل بتوصيل المرافق التي تندهلك ميزانية الدولة، ويبقي الأمر في النهاية مجرد علاج لمريض اعتلت صحته، اذن لماذا لا نعالج من المنبع وننفق المليارات من البداية علي ترفيق الأراضي، واتاحتها للناس بأسعار مناسبة حتي تنشأ المدن مخططة، تنعم بالخدمات، ويعيش فيها بشر يكونون إضافة للمجتمع، وليس عبئا عليه.
ليسمح لي سيادة الرئيس ان اختلف معه في تكليفه لوزير الاسكان برفع أسعار شقق الطبقة الوسطي لصالح الطبقة الأدني.. يا سيادة الرئيس الطبقة الوسطي انسحقت ولم تعد تستطيع تحمل تكاليف الحياة، وسوف تسقط إلي الطبقة الادني.. والمعروف ان هذه الطبقة هي صمام أمان أي مجتمع.. وكلما زادت، كان المجتمع اكثر استقرارا.
الشيء الأخير: لابد من فلسفة جديدة لعمل وزارة الاسكان.. الدولة ليست تاجر اراضي، ولكن مهمتها ان تتيح المناخ والظروف من أجل حركة عمرانية واسعة تقضي علي مشكلة الاسكان التي دخلت عقدها الثالث.