من المخزي أن تقتحم قوات برية عربية أرض دولة عربية أخري، وكما رفضنا الغزو العراقي، أيام صدام حسين، لأرض الكويت نرفض اليوم الغزو الخليجي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بأيد عربية للأراضي السورية، سواء كان هذا الغزو بريا أم جويا أو بحريا، ويجب ألا تغيب الفطنة عن حكام الخليج بسبب الأطماع الأمريكية والغربية، لأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد والاضطراري في حالة سوريا، كما تري القيادة المصرية، وكما صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مقام.
كنت أعتقد أن الخليج العربي يعمل علي إحياء الجامعة العربية ويدعمها للقيام بدورها في حل الأزمة السورية، كنت أتصور أن يتحرك الخليج ومعه كل الدول العربية لإثناء روسيا عن التدخل المباشر في الأراضي السورية، وأن يدفع العرب دول العالم تجاه حل سلمي للأزمة السورية، لا أن يزيد النار اشتعالا بتدخل قوات عربية ليستمر المواطن العربي قاتلا ومقتولا مع أخيه العربي في أرض سوريا، كنت أتصور أن يفتح بشار الأسد أذنيه ليستمع إلي صوت الحكمة ويسعي للتصالح مع المعارضة السورية، ولا مانع من أن يتنازل طواعية عن السلطة، باتفاق وضمانات دولية وعربية، لوقف نزيف الدم السوري والعربي.
أعلم أنني أتحدث عن مثاليات في العلاقات العربية والدولية، لأن المخطط الدولي يسير في طريقه لأنه المصلحة العليا لأمريكا والاتحاد الأوربي وروسيا وإسرائيل وتركيا، لكن التاريخ يثبت أن دعوتي هي الصحيحة وأن العالم العربي يمكن أن يعود، وأن الأفكار الشاردة التي تصدر من هنا أو هناك مصيرها الفشل.
دعاء : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ