مات خوفًا من الخُلع

 جلس الزوج يتابع كلمات زوجته، داخل محكمة الأسرة بزنانيري، تتصبب حبات العرق فوق جبينه وتعلو وجهه علامات الدهشة والخجل، ملتزماً الصمت.

يمر العمر أمامه في لحظات، أغرورقت عيناه بالدموع التي بدأت تنساب ببطء شديد فوق خديه، وتزداد نبضات قلبه، كلما ذكرت الزوجة سبب طلبها للخلع وإصرارها عليه، فأيا كان السبب فقصة حبهما لا تجعلها تطلب الخلع.

حاول الزوج عدم جرح مشاعر زوجته لسنوات، وطلبها له بالزواج من أخري، وما إن ذكرت أنه فوق سن الخمسين عامًا وإفراطه في المطالبة بحقوقه الشرعية، لم يتحمل كلماتها التي نزلت فوق رأسه كالصاعقة، و"صعبت عليه نفسه".

تسمرت عيناه بنظرات الحزن إلى الأرض وكأن خيطاً رفيعاً غير مرئي يجذبه إليها، وغاب عن الوعي، بينما يعلن القاضي تأجيل الحكم للجلسة القادمة.

تحامل الزوج على نفسه، ولم تتحمله قدماه، وأثناء سيره بصعوبة كأن أكياس رمل معلقة بقدميه وقع مغشياً عليه.

سارع الجميع في محاولة لإنقاذه بينما قام البعض بالاتصال بسيارة الإسعاف التي حضرت لكنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.