اجتماع طارئ لوزراء مياه النيل لحل خلافات «عنتيبي»

الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري
الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري
غادر الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، فجر اليوم الأحد، القاهرة متوجها لمدينة عنتيبي الأوغندية للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء مياه النيل الذي تستضيفه سكرتارية مبادرة حوض النيل بناء على طلب الوزير الأوغندي باعتبارها رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، واستكمالا للاجتماع الوزاري المصغر الذي عقد الأسبوع الماضي بالعاصمة السودانية الخرطوم وضم وزراء المياه في السودان وأوغندا ورواندا بجانب خبراء ممثلين لدولتي كينيا وإثيوبيا.
وتأتي الزيارة في إطار المفاوضات المستمرة منذ عامين لعودة مصر إلى مبادرة حوض النيل عقب تعليق مصر عضويتها عام 2010 عقب التوقيع المنفرد من بعض دول الحوض على الاتفاقية الإطارية القانونية "عنتيبي" غير المكتملة والتي ترفضها كلاً من مصر والسودان.
ومن ناحية أخري أوضحت مصادر مسئولة بملف مياه النيل أن مصر والسودان تشارك في الاجتماع لحل الخلاف على البنود الثلاث بالاتفاقية والتي تؤكد على عدم المساس بالاتفاقيات التاريخية وخاصة اتفاقية 1959 وتضمن حصة البلدين في مياه النيل وضرورة ادارجها ضمن بنود "عنتيبي"، وكذلك أن تضمن القاهرة والخرطوم حقهما في أن يكون الموافقة على القرارات الصادرة عن المجلس الوزاري بشرط وجود مصر والسودان ضمن الأغلبية، كما تنص بنود الاتفاقية القديمة باعتبار البلدين دولتين لمصب النيل، أما البند الثالث يقضي بعدم البدء في تنفيذ مشروعات مائية بأعالي النيل قبل الموافقة عليها من المجلس الوزاري وهو ما يعرف بمبدأ الإخطار المسبق والمتوافق مع القوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة للحدود.
أكدت المصادر أن الاجتماع يمثل فرصة أخيرة لحل الخلافات قبيل حسمها بترحيل الخلافات لرؤساء الدول لحسمها خلال اجتماعهم في أوغندا يونيو المقبل لتحقيق التوافق بين دول حوض النيل كما حدث في اتفاقية إعلان المبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا الموقعة في مارس  2015 الذي نجح في وضع آليات حل أزمة سد النهضة الإثيوبي.
وكانت السفيرة مي طه خليل سفيرة مصر في أوغندا قد أعلنت في تصريحات صحفيه أمس أن الاجتماع الوزاري سوف يبحث الشواغل المصرية، ومحاولة التوصل لتسوية مرضية للجميع موضحه إنه سيتم الترتيب خلال الاجتماع لعقد قمة رئاسية لدول حوض النيل، دعا إليها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، من المتوقع لها أن تعقد خلال يونيو المقبل، حيث أن أوغندا ترأس مبادرة حوض النيل حاليا.
وأشارت أن زيارة الرئيس السيسي لأوغندا كان لها أثر كبير في تقوية ودفع العلاقات بين الدولتين إلى الأمام، إذ أنها أول زيارة لرئيس مصري لمنابع النيل، حيث حرص الرئيس موسيفيني على استقباله شخصيا في المطار كما كان على رأس مودعيه، كدليل على عمق الروابط بين الدولتين.
وأوضحت السفيرة أن زيارة الرئيس السيسي استهدفت ثلاثة موضوعات هامة، أولها أن يكون هناك تواصل مباشر بينه وبين الرئيس الأوغندي موسيفيني لتحقيق شراكة إستراتيجية بين البلدين، ثانيا بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأمن ومياه النيل ومكافحة الإرهاب، وأخيرا القضايا الإقليمية التي كان لها نصيب في مباحثات الرئيسيين، وعلى رأسها جنوب السودان والوضع في بوروندي والصومال وليبيا.