عندي فكرة

سفير اليابان بالقاهرة: نحترم جهود مصر في مكافحة الإرهاب

سفير اليابان بالقاهرة خلال حواره مع «الأخبار»
سفير اليابان بالقاهرة خلال حواره مع «الأخبار»
◄مشروعات مشتركة في الكهرباء والطاقة الشمسية وتوسعة مطار برج العرب
◄الوضع الأمني مستقر في مصر منذ سنوات
◄نطالب باستئناف الطيران المباشر بين البلدين
تاكيهروا كاجاوا حياته في القاهرة لم ترتبط بكونه سفيرا لدولة اليابان، ولكن أيضا كطالب دبلوماسي قضي سنوات دراسته بين أسرة مصرية يتناول معهم الأكلات المصرية، منها الكشري والملوخية والجبنة البيضاء واحتفل معهم في المناسبات المختلفة والأعياد.

تولي كاجاوا مهام عمله كسفير لبلاده منذ ثلاث سنوات.شهدت العلاقات بين البلدين خلالها تطورا وصل ذروته بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لليابان.

أكد كاجاوا أن الزيارة والتي كانت أول زيارة لرئيس مصري منذ 17 عاما فتحت صفحة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضاف أن من المجالات التي ركزت عليها الزيارة كان التعليم، وبالفعل بدأ تطبيق التجربة اليابانية في عدد من مدارس القاهره كبداية.وأوضح كاجاوا أن مشروع المتحف المصري الكبير هو أهم مشروع ثقافي بين الشعبين المصري والياباني.

بداية كيف ساهمت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لليابان ومن قبلها زيارة شينزو آبي للقاهره في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين؟

قام رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بزيارة رسمية للقاهره قبل عامين والعام الماضي قام الرئيس السيسي بزيارة رسمية لليابان. هذا تبادل للزيارات الرسمية علي مستوي القيادة ومهم جدا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وشهدت الزيارتان الاتفاق علي التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة السياسية والأمنية والإقتصادية والتعليمية.. زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لليابان أول زيارة لرئيس مصري منذ 17 عاما وكانت بمثابة صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

كان لرئيس وزراء اليابان،شينزو آبي خلال زيارته للقاهرة خطابا شهيرا تحت عنوان «خير الأمور أوسطها»‬ فما الدور الذي تلعبه اليابان في منطقة الشرق الأوسط لنشر هذه الفلسفة؟

تواجه دول منطقة الشرق الأوسط حاليا تحديات بالنسبة لمكافحة الإرهاب.ونحن كحكومة اليابان نحترم جهود مصر والرئيس السيسي في مكافحة الإرهاب ونقدر جهود الأزهر لنشر الفكر الوسطي والتفاهم بين الأديان المختلفة. وهذه الجهود مفيدة لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة.

من المجالات التي ركزت عليها زيارة الرئيس السيسي لليابان التعليم.وبالفعل بدأ تطبيق التجربة اليابانية في 12 مدرسة بالقاهره كبداية ثم سيتم تطبيق التجربة في باقي المحافظات.فما أهم الأسس التي تقوم عليها هذه التجربة؟

خلال زيارة الرئيس السيسي لليابان اتفقنا علي الشراكة التعليمية بين البلدين.. وفي إطار هذه الشراكة نحن نعمل سويا لتحسين التعليم في مصر. وأنا سمعت من الرئيس السيسي نفسه وهو معجب بالتعليم علي الطريقة اليابانية يقول إنه »‬جيد جدا ولابد من إدخاله إلي مصر». لكن نعود علي سؤالك ما هي الأسس التي تقوم عليها التجربة اليابانية..أود أن أقول أن الدراسة في المدرسة ليست فقط من أجل الحصول علي المعرفة والمعلومات الضرورية للحصول علي عمل فيما بعد، ولكن أيضا من المهم أن يحصل الطالب علي روح التعاون والحكمة والأخلاق كإنسان وعضو مسئول في المجتمع، فأسس التجربة اليابانية تقوم علي فكرة التعليم الشامل للطالب في المدرسة..المدرسة ليست للدراسة فقط ولكن هناك أنشطة ثقافية ورياضية وأنشطة اخري حتي داخل المناهج.لذلك نحن حاليا نعمل علي إنشاء مدارس نموذجية علي أسس يابانية يبلغ عددها حوالي 200 مدرسة في كل محافظات مصر.هذه تجربة صعبة ولكن نحن لابد أن نعمل علي نجاح هذا المشروع.

بخلاف التعليم،في رأيك ما المجالات التي يمكن أن تستفيد مصر من تجارب اليابان فيها؟

مجال الصحة،نحن اتفقنا علي مشروعات في مجال الصحة وتحسين التعليم هو أساس بناء الدولة وتحسين الخدمات الصحية هذا أيضا أساس التقدم وبناء الدولة.. لذلك نحن بدأنا التعاون في مجال الصحة مثلا سوف نقدم دعما إلي مسشتفي أبو الريش للأطفال ،وهناك مشروعات تعاونية مع المستشفي نحن مستمرون فيها.. ولكن نحن نهتم بالتعاون في مجال نظام الخدمات الصحية في مصر بشكل عام وليس فقط في مستشفي معين.نحن نريد أن نقدم دعما وتعاونا من خلال ،مثلا، تدريب الأطباء والممرضين وإرسالهم إلي اليابان.. وأنا سمعت من الرئيس السيسي اهتمامه بالتعليم والصحة وأهميتهما لبناء الدولة وهذا كلام صحيح جدا،ونحن نتعاون مع الحكومة المصرية في ذلك.
وهناك أيضا تعاون في مجال الكهرباء، حيث هناك تعاون مع مصر في مجال تحسين شبكات الكهرباء وزيادة كفاءتها، وكذلك إنشاء وإعادة تأهيل محطات توليد الكهرباء، وهناك أيضا مشروعات في مجال توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.

التبادل الثقافي مهم لتحقيق التقارب بين الشعوب.كيف يتم تعزيز التعاون الثقافي بين الشعب المصري والياباني؟

نحن لدينا نموذج للتعاون بين البلدين في مشروعات ثقافية من قبل وهو مشروع إنشاء دار الأوبرا المصرية وهذا تم منذ 30 عاما.وحاليا أكبر مشروع ثقافي للتعاون بين البلدين هو المتحف المصري الكبير الذي يقع بجانب أهرامات الجيزة.نحن لم نقدم دعما ماليا فقط للمشروع ولكن أيضا نرسل خبراء لترميم المعروضات ولدينا إمكانية للتعاون في إدارة أعمال المتحف.أعتقد أنه مشروع ثقافي مهم جدا للتعاون بين الشعبين المصري والياباني..وبالنسبة للشباب نحن اتفقنا علي خطط لإرسال طلبه ومدرسين مصريين لليابان ما لا يقل عن 2500 خلال 5 سنوات بمعدل 500 شخص سنويا.وأعتقد أنها فرصة جيدة للشباب ليتعرف علي الثقافة اليابانية.وأتمني أن يعملوا علي تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.

دائما يكون للسفير كاجاوا ظهورا في الفعاليات التي يتم تنظيمها لدعم دور المرأة.ما المساعدات التي تقدمها اليابان لدعم المرأة في مصر؟

طبعا تمكين المرأة موضوع مهم بالنسبة لسياسة الحكومة اليابانية خاصة رئيس الوزراء شينزو آبي.فهو يهتم كثيرا بتمكين المرأة ويحرص كل عام علي حضور مؤتمر المرأة.و الحكومة اليابانية تقدم دعما للمنظمات الدولية التي تعمل علي تمكين المرأة.وفي مصر نحن نعمل مع المجلس القومي للمرأة ومنظمة المرأة العربية برئاسة السفيرة ميرفت تلاوي وهي كانت سفيرة في اليابان سابقا.

نتنقل إلي التعاون الأقتصادي بين البلدين.تسعي الحكومة المصرية لتبني سياسات جاذبة للاستثمار..فما رأيك في الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة مؤخرا؟

حينما قام الرئيس السيسي بزيارة لليابان اتفقنا علي التعاون في عدة مشروعات في البنية التحتية والكهرباء وإنشاء محطات طاقة شمسية وتوسعة مطار برج العرب، ونحن نتمني أن تزداد الاستثمارات اليابانية في مصر..حاليا بسبب الأوضاع الاقتصادية في مصر وإجراء إصلاحات شاملة مثل ضريبة القيمة المضافة وغيرها أعتقد أن زيادة الاستثمارات اليابانية إلي مصر ستأخذ وقتا،ولكن بالتأكيد أن كثيرا من الشركات اليابانية العاملة في القطاع الخاص تهتم بمصر والسوق المصري الكبير..وأنا شخصيا كسفير لليابان اهتم بالتعاون والاستثمار في مجال الصناعات وخاصة المواد الغذائية التي تصنع من المنتجات الزراعية.
أعتقد أن تصنيع المنتجات الزراعية هنا في مصر أفضل من تصديرها كما هي للدول الأوروبية...كما أنها من الممكن أن توفر فرص عمل للشباب.والشركات اليابانية العاملة في الصناعات الغذائية تهتم بالسوق المصري والعمل مع الشركات المصرية..ولذلك نبحث التعاون في هذا المجال بمناسبة مرور 100 علي زراعة الأرز الياباني المنشأ في مصر وأعتقد أنها فرصة جيدة.

بمناسبة الحديث عن التعاون في مجال الزراعة فقد أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع استصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان.هل يمكن أن تضخ اليابان استثمارات في هذا المشروع؟

إن شاء الله ممكن في المستقبل.و تعمل شركة »‬كوبي بوصان» اليابانية الآن علي مشروع زراعة عدة منتجات في محافظة قنا.هذه خطوة أولي وأتمني أن يتوسع المشروع ويستمر وتشارك شركات يابانية أخري.

في رأيك هل مازال هناك عقبات تواجه المستثمرين اليابانيين في مصر؟

هناك الأوضاع الأمنية..اعتقد أن اليابانيين من الصعب أن يتفهموا بدقه الاختلاف بين الدول في منطقة الشرق الأوسط.فهم ينظرون إلي المنطقة ككل..أعتقد أن مصر مستقرة منذ سنوات ،و لكن تغيير انطباعهم للوضع في مصر عن باقي دول الشرق الأوسط سيأخذ وقتا.. من المهم تقديم مناخ استثماري جيد بتعديل قانون الاستثمار.فالكثير من الدول في أفريقيا وآسيا تقدم مناخ أعمال جيدا جدا للمستثمرين..ولابد أن تقدم الحكومة المصرية مناخا أحسن من الدول الأخري،فهي كالمسابقة بين الدول لجذب الاستثمارات إليها.

انخفضت نسبة السياح اليابانيين في الفترة الأخيرة.هل هناك تعاون مع وزارة السياحة المصرية لزيادة هذه النسبة مرة أخري؟

انخفض عدد السياح من اليابان إلي مصر منذ 2011، ونحن نأمل أن يزداد هذا العدد مرة أخري.. و حاليا ليس هناك طيران مباشر بين البلدين،و لكن أسبوعيا هناك رحلات »‬الشارتر». في هذا الصدد نحن نطالب الحكومة المصرية باستئناف الطيران المباشر بين القاهره وطوكيو لتعزيز التعاون السياحي.

في مارس الماضي تم تطبيق القرار الوزاري المصري الصادر بشأن تخفيض القيود علي الواردات اليابانية من منتجات غذائية وبحرية.فهل مازال هناك قيود تواجه الواردات اليابانية؟

للأسف القيود موجودة بالنسبة للمنتجات القادمة من منطقة محطة فوكوشيما للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية بعد زلزال تسونامي.لذلك لابد أن تتغير خطوة بخطوة إعادة التجارة مع هذه المنطقة فالشعب هناك تأثر كثيرا من هذه الكارثة وزلزال تسوماني ولابد أن نساعدهم لتخطي هذه الكارثة.

بعيدا عن عمل سعادة السفير كاجاوا كدبلوماسي،أنت عشت في مصر لسنوات طويلة.. ما مدي ارتباطك بالثقافة المصرية؟

أنا قضيت في القاهره قرابة ال30 عاما وتعلمت اللغة العربية. خلال دراستي كطالب دبلوماسي، كنت أسكن مع أسرة مصرية..ارتبطت بالثقافة المصرية وكنت اتناول الأكل المصري يوميا من كشري وملوخية وجبنة بيضاء وطحينة. كنت أذهب معهم إلي الحديقة واستمتع معهم.