العجوز.. ضحية ماكينة الخياطة


المشهد الذي عاشه العجوز أكبر من تحمله، ذلك عندما خرج من غرفته وتسمرت قدماه، وكأن خيط رفيع غير مرئي يمنع رأسه من الالتفات بعيدا عنه.

ارتعدت أطرافه، وسرت القشعريرة في جسده النحيل، حيث كانت كل ثانية تمر عليه تقترب أكثر من نقطة النهاية.

انطلقت صرخاته المكتومة، والتي تحولت في لمح البصر إلي أنين بعدما قام أحد اللصوص داخل شقته والذي لم يرأف بحاله وشيخوخته وتمكن من شل حركته وذبحه من رقبته، وسقط علي الأرض في بركة من الدماء، بينما يحمل اللص ماكينة الخياطة ويفر هاربا بعدما قام بطمس بصماته من علي السكين وألقي بها بجوار جثته معتقدا الهرب من عدالة السماء.

علي الفور انتقل المقدم محمد بهاء رئيس مباحث قسم شرطة الأميرية بمصاحبة معاونه النقيب أحمد جمال لمعاينة الشقة وفرض كردون بشري حول جثة العجوز الذي لايشعر بالقلوب الباكية ولا العيون التي ترقبه بالدموع ، والدعاء لرئيس المباحث، وأمل من السماء بالعثور علي الجاني.

انتشر رجال المباحث لعمل التحريات المكثفة، وبناء علي تعليمات رئيس المباحث بسرعة القبض علي كل المشتبه فيهم والمسجلين خطر، وبعين ثاقبة وخبرة تمكن من التعرف علي الجاني، حيث تبين أنه مسجل خطر مخدرات وسبق اتهامه في عدة قضايا سابقة.

وأمام العقيد علي نور الدين اعترف المتهم بجريمته، حيث اشتد به الحاجة لتناول المخدرات فما كان منه إلا أن عزم علي سرقة المجني عليه المسن لمعرفته بأنه يقيم بمفرده، وأثناء اقتحامه للشقة فوجي به يطلق صرخات الاستغاثة، وخشي أن يكتشف أمره قام بذبحه، ولم يجد في منزله غير ماكينة خياطة حملها وفر مسرعا.

تم تحرير المحضر اللازم وأحيل إلي النيابة التي صرحت بدفن جثة العجوز بعد العرض علي الطب الشرعي، وتقرر حبس المتهم المدمن 4 أيام علي ذمة التحقيقات.

وبورود التحريات أكد أحد شهود العيان أنه شاهد المتهم ليلة الجريمة يهرول مسرعا وبيده ماكينة الخياطة .