لا ينكر أحد أهمية التغذية المدرسية ومساهمتها في نمو الأطفال بشكل سليم؛ لكن في الفترة الأخيرة شهدت مدارس محافظات الجمهورية، وقائع تسمم جماعي لطلاب وطالبات تلك المدارس، نتيجة تناول وجبات التغذية المدرسية حتي أصبحت تلك الوجبات ناقوس خطر يؤرق الأهالي خوفًا من عدم عودة أبنائهم سالمين، ليستمر قطار تسمم طلاب المدارس في طريقه دون اتخاذ إجراء حاسم لمعاقبة المسئولين عن ذلك.
جولة سرية
»بوابة أخبار اليوم« رصدت الواقع داخل المركز المتطور للتنمية والتغذية المدرسية بمحافظة القليوبية التابع لوزارة الزراعة؛ للوقوف علي مراحل تصنيع الوجبة المدرسية التي تقدم للطلاب في المدارس.
وفي سرية تامة، تجول محررا «بوابة أخبار اليوم» لرصد مراحل التصنيع الكاملة التي تمر بها الوجبة المدرسية، والمكونة من بسكويت العجوة المكون من خامات تأتي من وزارة الزراعة وتكون صالحة وجيدة لكن المشكلة في التصنيع.
ماكينات متهالكة
تتزايد الأزمة مع طلب وزارة التربية والتعليم ضخ كميات كبيرة جدًا لا تستوعبها خطوط الإنتاج وحالة الماكينات المتهالكة المستخدمة في التصنيع؛ ما يتطلب عملها 24 ساعة يوميًا، رغم أن عدد ساعات عملها يوميا من 12 إلي 18 ساعة يوميًا، والعمل عليها لفترة كبيرة يتسبب في قلة الجودة والمواصفات للمنتج المطلوب، وبالتالي لا يجد العمال الوقت الكافي لتنظيف الماكينات في ظل تكدس العمل عليها طوال اليوم.
كارثة العجين والعجوة
ومن أبرز الكوارث التي تم رصدها مرحلة الخط التشكيلي المسئول عن دخول العجوة والعجين بكميات كبيرة داخل الماكينات؛ ما يترتب عليه سقوط الخامات المستخدمة في التصنيع علي الأرض فيضطر العمال لإعادتها مرة أخري إلى خط الإنتاج، بعد تعرضها للتلوث لتصبح بذلك مخالفة لخطوط الجودة والصناعة.
حشرات في الأفران
بعد ذلك تأتي مرحلة الفرن وتسوية البسكويت، وهي عبارة عن نفق طويل يمر فيه البسكويت من 15 إلى 20 دقيقة ولكنه غير مؤهل على الإطلاق للتسوية والإعداد؛ لتلوثه ووجود حشرات وأتربة وفضلات الوجبات داخله.
تغليف عشوائي
بعد ذلك تأتي مرحلة التبريد والتي تحتوي على مروحة تبريد مليئة بالأتربة، ثم يليها مرحلة التغليف وتعتبر أسوأ مرحلة في الإنتاج؛ حيث لم يتم فيها فرز الوجبات بشكل جيد، ويتم التغليف بشكل عشوائي لوجبات غير صالحة للطعام لتنتقل بعد ذلك إلى مرحلة التوزيع النهائي التي لم تعد صالحة ولا مطابقة للمواصفات الصحية المطلوبة.
لجنة ثلاثية
وهناك لجنة ثلاثية من وزارت الصحة والتعليم والتموين تتولى مسئولية مراقبة جودة التصنيع والإنتاج؛ ولكن وزارة الزراعة هي المسئول الأول عن التغذية المدرسية وليست «التعليم».
