"الأعظم" رواية جديدة لـ "إبراهيم سعدي"

صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن رواية الأعظم للروائي الجزائري إبراهيم سعدي وتقع الرواية في  384 صفحة من القطع المتوسط.

في رواية " الأعظم"، يتناول الروائي إبراهيم سعدي ظاهرة "الطاغية" السائدة في الواقع السياسي العربي من منظور جمالي. و تعد هذه الرواية أول عمل سردي عربي متكامل وقصدي يكرس موضوعه حول شخصية السياسي المستبد. إن عالم هذه الرواية التخييلية يدور حول حاكم يحتكر السلطة مدة أربعين سنة في بلد عربي متخيل أيضا، اسمه المنارة، قبل أن يرثه ابنه من بعده في الحكم.

وحين يكتب إبراهيم سعدي عن الرواية يقول:
عندما انتهيت من كتابة رواية "الأعظم"، في أكتوبر 2010، كنت في الواقع أبعد من أن أتوقع أن تندلع، بضعة أشهر بعد ذلك، انتفاضة الجماهير في تونس، لتمتد علي إثر ذلك مثل النار في الهشيم إلى مختلف بلدان العالم العربي. وذلك على الرغم من أن الرواية، وربما ذلك لأول مرة في السرد العربي المعاصر، تتحدث بشكل صريح عن الظاهرة الدكتاتورية العربية وعن لازمته المتمثلة عندنا في التوريث والفساد وعن طابعه العابر لحدود الدولة الوطنية وعن بوادر ثورة قادمة.

 ومع أن الرواية قد تبدو في بعض تفاصيلها أكثر ارتباطا بتاريخ بلد عربي معين محدد جغرافيا، لا فائدة جوهرية ترجى من تعريفه، إلا أن الرواية حرصت على الإشارة إلى الطابع العربي للظاهرة التي أصبحت تعرف اليوم ب "الاستبداد".

 ولهذا جاءت شخوص الرواية معرفة بأسماء يحيل كل واحد منها من حيث الانتشار إلى بلد عربي معين، وليس جميعها إلى بلد عربي بعينه. ومن الطبيعي والحال هذا أن لا تتحدد أحداث الرواية جغرافيا في إطار حدود بلد عربي معروف، لهذا نجد أن الفضاء الجغرافي الروائي في نص "الأعظم" يحيل إلى بلد عربي متخيل. ومثلما كانت أسماء الشخوص مختلطة، عابرة للحدود القطرية، رغم انتمائها في الرواية إلى فضاء وطني واحد، فإن شخصية "الأعظم" هي بدورها لا تحيل تاريخيا إلى " دكتاتور" عربي محدد، بل هي صورة قابلة للتعميم، بالنظر إلى التشابه الجوهري للتجربة السياسية العربية المعاصرة، كما يدل على ذلك الارتباط العضوي الذي قام فيما بينها من حيث المصير.

والواقع أن "الأعظم" هي بالأساس تحليل وغوص في أغوار شخصية المستبد، الموضوع الغائب في السرد العربي على نحو يستحق البحث عن أسبابه، بالنظر إلى استفحال هذه الظاهرة السياسية العربية وتجذرها واستمرارها. ف "الأعظم"، بعد الحركات الجماهيرية التي شملت مختلف بلدان العالم العربي، لاسيما في سنة 2011، كان بالإمكان توقع أن تكون اليوم رواية تتحدث عن ماض سياسي عربي تم قهره وتجاوزه، لكن تجد نفسها في النهاية رواية تتحدث عن موضوع لا يزال يميز الحاضر العربي بكل قسوة وحدة، وإن بشكل مختلف ظاهريا.

يعتبر الدكتور إبراهيم سعدي من أبرز المثقفين و الروائيين الجزائريين المعاصرين، وله ثماني روايات مطبوعة، منها:
1- المرفوضون،
2- النخر،
3- فتاوى زمن الموت،
4- بوح الرجل القادم من الظلام.

إلى جانب ذلك فللدكتور سعدي إصدارات في الميدان الفكري و النقد الأدبي و الثقافي، و من كتبه في هذا المجال:
1- مقالات و دراسات في المجتمع العربي،
2- دراسات في المجتمع الجزائري و ثقافته،
3- مقالات في الرواية