وسط سعادتي البالغة كمصري بالمقدمات الناجحة للمؤتمر الاقتصادي الذي انطلق امس في شرم الشيخ وهذا اهم بالتأكيد.  حزنت جدا بسبب الضبابية التي تحيط بمصير الابن الضال العزيز المسميبالدوري وهي ضبابية صنعناها نحن. وليس من حق احدنا ان يلقي باللائمة علي الدولة ككيان كبير في العثرات التي يواجهها قرار عودته لأننا اجرمنا في حق الرياضة كما نجرم في حق اشياء كثيرة في بلادنا وكل منا ساهم في ذلك ولا احد فينا يملك جرأة الاعتراف بأنه مخطئ بل رفع بعضنا المثل القائل "ان خرب بيت ابوك خد لك منه قالب". الرياضة المصرية يحكمها منطق المصلحة الشخصية التي لا يمكن اصلا ان تتحقق الا اذا كان الكيان واقفا علي قدميه ولكن قصر النظر يجعلنا نشاهد الصورة معكوسة. وهذه الظاهرة برزت بشكل اكثر شراسة وظهرت سلبياتها بعد ان اصاب الوهن جسد الرياضة المصرية وللاسف بحجة الاحتراف اوالاغتراف واصبحت الملايين لغة الكرة والشغل الشاغل لممارسيها واصبحت الاعلانات والرعاة اهم من الرياضة نفسها بدلا من ان تكون في خدمتها ووسيلة للنهوض بها. وعندما اقول ليس من حق احدنا فإنني لا استثني الا القليلين في كل فروع الرياضة والكرة. اقصد بذلك مسئولي الاندية الذين يثيرون الفتن والتعصب المقيت ولايعلمون ما الذي يقال وما لايجب ان يقال والمهم ان ينالوا رضاء الجمعيات العمومية حتي لو كذبوا عليهم وقادوهم إلي كوارث سلوكية واجتماعية.. واقصد بذلك اعلاميين وصحفيين كثيرين دخلوا المهنة من اوسع ابوابها دون ان يعلمهم احد اي قواعد تماما كما يحدث لطلابنا الذين لم يجدوا العلم لا في المدارس الحكومية ولا حتي في مدارس يدفعون فيها آلاف الجنيهات اعتقادا ان العلم شهادة والسلام. واقصد بذلك لاعبين يغيرون انتماءاتهم كلما حان موعد التجديد وولاؤهم الاول والاخير للجنيه الذي فقد قيمته من كثرة اللهث وراءه. اقصد بذلك هذا النوع الجديد من الجماهير - مع الاعتذار للجماهير الحقيقية - الذي قاد الرياضة لكوارث في المدرجات اما مع سبق الاصرار والترصد او بسلامة نية او برفع لافتات رفض وجود اي قوات لتأمين المباريات وبالطبع فليس هؤلاء جماهير بالمعني المعروف للكلمة ولكنها فئات جديدة وغريبة افسدت المعني الحقيقي للجماهير.  اذن فلاتبكوا المصير المجهول لاننا جميعا ساهمنا فيه ولا تطالبوا بعودته بجد الا اذا عدتم انتم. واذا كانت كل الافرع اسهمت بشكل او آخر فالضروري ان نتذكر ان " من امن العقاب اساء الادب".. نعم وينطبق هذا علي كل الروافد.. وبالمناسبة ايه اخبار تقرير لجنة تقصي الحقائق المكلفة باعلان اسماء المتورطين في مذبحة مباراة الزمالك وانبي.. للاسف.. مفيش!!  شرم الشيخ بصورتها الجديدة.. تؤكد انه اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر. عقبال القاهرة والجيزة ومصر كلها. هبوا يامصريون.