مرسي :لا عداء بين الشعبين المصري والأمريكي.. ونحن حلفاء بمنطق الشراكة 2012- م 04:41:42 الثلاثاء 25 - سبتمبر  ثناء يوسف _احمد مجدي أكد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي أنه ليس هناك عداء بين الشعب المصري والأمريكي. وقال إن ما حدث هو أن  الناس شعروا بأن هناك تحيزاً في بعض القضايا من جانب الولايات المتحدة ،والتي قامت بدعم أنظمة ديكتاتورية فأصبح هناك حساسية كبيرة تجاه تلك السياسات من جانب الحكومة الأمريكية مما يجعل العلاقات بينها وبين الشعوب العربية علاقات ساخنة ولكن لا يمكن القول أنها علاقات مشتعلة. وأكد الرئيس محمد مرسي إن المصريين يتطلعون لتحقيق للاستقرار والبناء وأننا نعمل في مصر حالياً لصياغة الدستور وانتخاب البرلمان وأن المواطنين هم الذين قاموا باختيار الرئيس وهو ما يؤكد أن الأمور تسير لإرادة المواطنين بشكل واضح ونعمل علي تحقيق الاستقرار لشعب مصر. جاء ذلك خلال اللقاء التليفزيوني للرئيس محمد مرسي مع بمحطة PBS التليفزيونية والذي أجراه المذيع الأمريكي الشهير تشارلي روز ونوهت عنه المحطة عدة مرات قبل إذاعته واستمر علي مدي ساعة كاملة . وقال الرئيس أن المصريين قد اختاروا النظام الذي يريدونه وأنني الآن رئيس لكل المصريين علي مختلف توجهاتهم ومعتقداتهم وأننا نعمل علي تجاوز مشكلاتهم التي عانوا منها من خلال الكثير من الأزمات في الفترة السابقة. و أكد الرئيس أن المصريين المسلمين والمسيحيين عاشوا بدون مشاكل علي مدي مئات وآلاف السنين وأن المشكلات يمكن أن تحدث بين مسيحي ومسيحي أو بين مسلم ومسلم أو أيضاً بين مسلم ومسيحي كما يحدث أحياناً الخلاف بسبب التعصب لأهل منطقة ما مثل جنوب مصر علي حساب مناطق أخرى. وقال الرئيس: أن مصر دولة مدنية ووطنية ومفهوم الدولة الإسلامية يقوم علي مدنية الدولة وأنها ليست دولة علمانية أو دينية ولا تقوم علي أساس الدين فهناك فهم خاطئ لتلك التصريحات وقد أصدرت مصر وثيقة الأزهر التي تنص علي أن مصر مجتمع ديمقراطي مدني وأن هناك استقلال للمؤسسات في مصر وقد تأكد هذا النظام من خلال  الانتخابات البرلمانية والرئاسية.  وفي إجابته علي سؤال بشأن الدستور ومواده، أكد الرئيس أن دستور مصر السابق شارك في وضعه مسلمون ومسيحيون وليس مسلمون فقط وانه ينص علي أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع وقد وافقت كل القوي في وقتها علي ذلك وأن هناك مفاهيم تتفق مع كافة المفاهيم الدولية . وذكر الرئيس مرسي أنه ليس غريباً عن المجتمع الأمريكي في رده علي سؤال عن طموحات الرئيس حين كان طالباً في الجامعة بالولايات المتحدة وهل كان يتصور أن يصبح رئيسا للجمهورية في يوم من الأيام فأجاب  الرئيس بأنه كان مشغولاً بالدراسة وقتها وأنه كان يتمني أن يفيد وطنه من خلال دراسته في ذلك الوقت ثم بدء يهتم بأمور تعليم الآخرين وهذا ما كان يطمح إليه. وقال أن طموحاته هي بناء المجتمع علي أرضية من السلام والتعاون و أن الشعب المصري بطبيعته شعباً طيباً وأن الربيع العربي أثر علي المنطقة ككل وأثبت أن الشعوب العربية تتطلع للحرية مثلما حدث في تونس وليبيا. وقال أن الأزمة السورية تحتاج إلي العمل علي وقف أعمال القتل وأن مصر تتعاون من أجل دعم جهود الدول المعنية بالصراع مثل السعودية وتركيا وإيران في حل الأزمة. وأشار الرئيس إلي أنه تقدم بمبادرته لحل الصراع استناداً علي نفوذ هذه الدول العربية وما تمتلكه للتأثير علي أطراف الأزمة من أجل حلها وأن المهم هو تحقيق السلام أولاً ثم عملية الإصلاح السياسي. وأكد الرئيس أنه يرفض التدخل الأجنبي في سوريا وأن ذلك سوف يكون خطأ كبير لو حدث ولا بد من تعاون المجتمع الدولي لحل الصراع. وأشار الرئيس إلي الجهود المصرية التي أسفرت عن لقاء وزراء خارجية الدول الأربعة وهي مصر والسعودية وإيران وتركيا ولقاء ثاني بين ممثلي وزراء الخارجية وأنه يتطلع للقاء آخر علي المستوي الرئاسي لحل الأزمة. وأشار إلي أن سبب المشكلة هي الديكتاتورية وانعدام الديمقراطية وأن هناك آلاف الأرواح أريقت دمائهم ويجب العمل علي وقف إراقة الدماء في أسرع وقت ويجب أن يدرك الجميع أن تحقيق الحرية هي المطلب الأساسي للشعب السوري وأكد أنه الرغم من  عدم سهولة حل الأزمة فأن  الأمر ليس مستحيلا  . وعن قوله لجريدة نيويورك تايمز أنه يتعين علي الولايات المتحدة أن تغير من توجهاتها وتحترم القيم والتقاليد بالدول العربية ، أجاب: أنه كان يقصد ضرورة احترام الثقافات الأخرى ورغبات الأخريين في اختيار ما يريدونه لأنفسهم وضرورة أن يتجنب الأمريكيين ما حدث من قبل من تحيز لتوجهات معينة علي حساب توجهات الآخر فلابد من احترام الأطراف الأخرى. وفي رده حول رؤيته لكيفية إصلاح العلاقة مع الأمريكيين، أشار الرئيس إلي أنه في العقود الماضية حدثت أخطاء قد شاهدنا إراقة لدماء الفلسطينيين وهو أمراً غير مقبول وأن الثورات خلقت فرصة كبيرة لتطوير العلاقات وتحقيق الحرية للجميع وتحقيق العدالة علي أساس من الاحترام المتبادل واحترام المبادئ التي دعت لها الثورة .  وفي سؤال لتشارلي روز عن أن بعض الناس شعروا بأن الرئيس تأخر في رد فعله حين وقع الهجوم علي السفارة الأمريكية ،قال مرسي:أن ذلك لم يحدث ولكنه كان يريد احتواء المشكلة بشيء من الحكمة فقد كان المواطنون الغاضبون يتصورن أن من قام بهذا العمل الذي أثار مشاعرهم ينتمي للسفارة التي ترمز للأمريكيين ولكن بالتأكيد أننا نحرص علي تأمين ضيوفنا في مصر وتأمين البعثات الدبلوماسية الموجودة علي أراضينا وهذا واجبنا ونحن مسئولين عن سلامة تلك الأماكن ومصر دولة كبيرة وتدرك مسئوليتها وهي قادرة علي حماية تلك الأماكن داخل مصر. وأجاب مرسي في رده علي سؤال هل الولايات المتحدة ومصر أصدقاء،ضاحكاً بالتأكيد أصدقاء و حين سأل هل هم حلفاء أجاب أن الرئيس الأمريكي أجاب غير ذلك  وأن حقيقة الأمر تقوم علي تعريف كلمة حليف فلدي البلدين علاقات مشتركة ولكن لايوجد بينهما تحالف عسكري ولكن أن كنت تقصد أن لفظ حليف يعني أنه توجد شراكة في العديد من المجالات ففي هذه الحالة يمكن أن تقول أننا حلفاء وسأل تشارلي روز هل هناك أي تهديد بقطع المساعدات عن مصر أجاب الرئيس أنه لا يوجد أي شيء من هذا الأمر. وأكد الرئيس أن القوات المسلحة هي جزء من الشعب المصري ولها دور عظيم وهناك الحب الذي يكنه الشعب للقوات المصرية والمصرين كانوا يجلسون بجوار الدبابات أثناء الثورة وشاهدنا هذا الحب والتعاون خلال الانتخابات وخلال الثورة وأن القوات المسلحة بعد أن قامت بدورها عادة غلي ثكناتها وأماكنها الطبيعية وأدت الفترة الانتقالية خلال ثمانية عشر شهراً انتهت يوم 30 يونيو ولهذا نستطيع القول أننا نتحرك الآن في اتجاه إقامة الدولة المدنية. وحين سأل تشارلي روز هل ما حدث في ليبيا ومصر ،يمكن أن يمتد إلي ممالك أخرى قائمة مثل السعودية وغيرها من الأنظمة التي تريد المحافظة علي سلطتها ،أجاب الرئيس أن مصر أكدت دائماً أنها تحترم الشعوب الداخلية للآخرين وأنه لا تتدخل فيها وأنه حني في حالة سوريا لا تتدخل مصر ولكنها تحث علي تحقيق رغبة الشعب السوري. وحول ما  يحدث في البحرين ومناطق أخري ،كرر الرئيس أننا لا نتدخل في شئون الآخرين ولكننا ندعم حقوق الشعوب في الحرية ونسعى إلي وقف إراقة الدماء في سوريا. وأكد الرئيس علي احترام مصر لتعهداتها الدولية، التي تم إقرارها في السابق برغم عدم موافقة مصر علي سياسات قامت بها مصر في الفترات السابقة. وحول إيران أكد الرئيس الموقف الواضح لمصر بأن مصر تدعم امتلاك الدول للطاقة النووية السلمية وأن ذلك حق الشعوب ولا يمكن الوقوف ضده وأنه ليس لديه المعلومات الكافية والمؤكدة بشأن ما تستهدفه إيران من امتلاك الطاقة النووية، وأن مصر وغيرها من الدول يمكن أن تعمل علي توفير الطاقة النووية السلمية. - وفي سؤال عن تصور الرئيس لما حدث في هجمات سبتمبر في الولايات المتحدة أكد :أنه ضد هذه الهجمات وكان في وقتها عضواً بالإخوان المسلمين وهي التي كانت أول منظمة في العالم تدين هذه الهجمات وأننا وقفنا ضد هذه الهجمات المأساوية والإدانة بشدة لمن فعلوا هذا الأمر الذي أدي إلي قتل المدنيين والأبرياء وفي نفس الوقت فقد قمنا بإدانة ما حدث في العراق وفي أفغانستان وأدي إلي ضحايا مدنيين.