خبير يكشف أسباب عدم استخدام إسرائيل النابلم في إشعال القناة 2012- م 01:19:29 الجمعة 05 - اكتوبر عمرو جلال يعتبر النابلم سائل سريع الإشتعال بدأ أستخدامه في الحروب أثناء الحرب العالمية الثانية وتم تطويره من خلال مجموعة من الكيميائيين الأمريكيين من جامعة هارفورد بقيادة اعلم لويس فيزر. و أثناء حرب الاستنزاف قامت إسرائليل بمد أنابيب نابلم على طول خط القناة عند إنشائها خط برليف حيث كانت تستخدمه في حربها الكيميائية لحرق أي قوات مصرية تحاول عبور القناة ، و نجح خبرائنا العسكريين في إيجاد حلول علمية لمواجهة هذا السلاح الخطير في حال إذا تم استخدامه خلال عبور القوات المصرية . كان د. ممدوح عطية أحد الخبراء الكيميائيين الذين قاموا بجهد لإبطال قوة هذا السلاح كما قام باستجواب مهندس أنابيب النابلم الإسرائيلي نفسه و الذي تم أسره وسأله عن عدم استخدام إسرئيل لهذا السلاح كما كانت تهدد . في البداية سألناه كنت أحد خبراء سلاح الكمياء في حرب أكتوبر .. كيف أستطعتم التعامل ةمع مادة النابلم الموجوده في خط بارليف؟ عندما قامت إسرائيل بعمل خط بارليف جهزته بعدد من الأسلاحة الممكنة و الغير ممكنة ،فقد وضعت المئات من الأسلاك الشائكة و قضبان السكك الحديدية التي سرقتها من بعض الأماكن في مصر إلى جانب حفرهم لعدد من الخنادق في الخط نفسه حتى يسمح للجندي الإسرائيلي أن يكون في مستوى أعلى من القناة. وبفعل كل هذه التحصينات اعتقدت إسرائيل أن هذا الخط سوف يقضى على عزيمة مصر و لن تقتحم هذا المانع لأنهم غير مؤهلين لذلك ، ودعمهم في ذلك أنهم انتصروا في 67 ولكي يطمئنوا أكثر أقاموا 5 خزانات وقود مسروق من مصر يتدلى من كل خزان مسورة مخفاة يسيل منها البترول على سطح القناة و بجوار كل فتحة توجد أجهزة إشعال يمكن التحكم في إشعالها بواسطة زر . ومن هنا كان لابد من التفكير في حل فذهبنا لموقع مثل قناة السويس و أقمنا خزان من البترول وقمنا بتجربة إشعال النار في هذا الخزان لنعرف النتائج و كانت النتيجة صعبة فقد وجدنا حرارة هذة النيران كفيلة لإسقاط جلود الجنود فحاولنا إشراك مطافيء القوات المسلحة و مدافع إطفاء الرغاوي ولكن كان ذلك مكلفاً للغاية . ما الحلول التي وضعتموها لتدمير موانع خط بارليف الحصين ؟ بعد جهد و تفكير توصلنال إلى ثلالثة حلول اعتمدنا في النهاية عليها و هي اولاً تعبئة خوذ الجنود وملابسهم بمادة مضادة للنيران و ثانيا عمل خشب القوارب أيضاً من مادة مضادة للحريق و ثالثا تزويد كل قارب بطفاية حريق و كان الحل الذي أبتكره أحد المهندسين العظام هو القضاء على الساتر الترابي نفسه بالمياه و قد تدربنا على كل ذلك على مانع مائي شبيه بقناة السويس و نجحنا بفضل الله و بثقتنا في جنودنا و قدراتنا و شعبنا في إنزال أكبر هزيمة بالجيش الإسرائيلي و تحطيم خط بارليف و الذي قالوا عنه لو أرادت مصر ان تحطم هذا الخط فالتأتي بقنبلتين ذريتين و سلاح مهندسين أحدهما روسي و الآخر أمريكي . لقد كنت ضمن المجموعة التي استجوبت الأسرى الإسرائيلين عام 73 فكيف كنتم تتعاملون معهم ؟ الأسرى الإسرائليين كانوا مندهشين مما حدث فلم يتوقعوا أن يحدث معهم ذلك ،لدرجة أنهم كانوا يرفعون أعينهم عندما تأتي أي طائرة و عندما سألناهم عن سبب ذلك أجابوا بأن قادتهم وعدوهم في حالة أسرهم سيأتون و ينقذوهم وهو مالم يحدث مما أصابهم بإحباط شديد ، و كنا نعاملهم معاملة حسنة حتى يتحدثوا و يطمئنو لنا . ومن هو الأسير الذي حرصت على استجوابه خلال فترة عملك ؟ عندما ذهب لأول مرة إلى السجن الحربي الذي توجد به مراكز استجواب الأسرى علمت بوجود أحد المهندسين العسكريين الذين كانوا مسئولين عن إشعال مادة النابلم على مياه القناة، وطلبت على الفور أن أقوم باستجوابه وسألته لماذا لم تشعلون النابلم كما كنتم تهددون ؟ فأجاب لم أتوقع أن تعبروا القناة حاولنا الإشعال لكننا وجدت انا وزملائي المدفعية تمطرنا بوابل من الصواريخ والقنابل فلم نستطيع عمل شيء سوى إنقاذ أنفسنا. و أسير أخر أثارت إجابته اهتمامي و كان طيارا، فسألته ما معلوماتك عن لبس القناع الواقي ؟فأجاب لا اعرف غير الأردب لأني في الأصل مهندس زراعي لكن أتيت من خدمة الاحتياط لكي أقود طائرة فانتوم و عندما سقط بها بالقرب من طنطا خلعت الأفارول وجريت.. ومع ذلك أكتشفني بعض الفلاحيين وبدأو في ضربي ولم ينقذني منهم سوى عسكري شرطة وسلمني للقوات المصرية ..و ما أثار انتباهي هو ان إسرائيل جيشها و شعبها و فهذا الشاب الطيار مهندس زراعي لكنه وقت الحرب يحارب وهذا يحدث مع جميع الإسرائيليين . ومن وجهة نظرك كخبير استراتيجي كيف تحققتت معجزة حرب 73 ؟ هناك نظرية تقول أن معجزة الحرب العالمية الأولى هي الدبابة و معجزة الحرب العالمة الثانية هي القنبلة النووية ، أما معجزة حرب 6 أكتوبر 1973 كانت هي الجندي المصري الذي كان يهاجم الدبابة بيديه و يدمرها ..و قال لي أحد الجنرالات الروس أن رقيباً مصرياً استطاع تدمير 23 دبابة و عربة نصف جنزير بفضل الصواريخ الروسية الصنع ..فقلت له أن العبرة ليست بالمدفع الروسي ولكن العبرة بالجندي الذي يقاتل وليس بالسلاح و هناك مقال لا أنساه لعالم الاجتماع الصهيوني الفرنسي المعروف أريمون أرونب نشره في "الفيجارو" يوم 6 نوفمبر 1973 بعنوان لقد كانت حرب أكتوبر من أكبر المفاجئات العصرية .