الهلباوى: على "مكي" حل المشاكل الطائفية لا التألم لأجلها 2012- م 07:23:32 السبت 06 - اكتوبر حوار - عبد الهادى عباس ليس هناك أقدر من المتحدث الرسمى السابق للإخوان فى الغرب على توضيح اللحظة الآنية وما تموج به مصر من تغيرات فى سياساتها الداخلية والخارجية، لذلك كان لبوابة أخبار اليوم هذا الحوار مع د.كمال الهلباوى: هل تعتقد أن شعبية الإخوان المسلمين تراجعت فى الشارع المصرى بعد أن تولوا أغلب المناصب القيادية في الدولة؟ لا توجد دراسة توضح الأمر، كما لا يوجد دليل يقول هذا؛ خاصة أن هذا التقدير يحتاج إلى استطلاع رأى ودراسات ميدانية كالتى تقوم بها المعاهد المتخصصة فى أوربا وأمريكا؛ كما تحتاج إلى معلومات دقيقة؛ ثم إذا ترك الناس الإخوان إلى  أين يذهبون. رأينا انشقاقات داخل حزب النور رغم أنه حزب وليد هل من الممكن أن نرى مثل هذه الانشقاقات داخل حزب الحرية والعدالة؟ لم لا؛ أى حزب قد يتعرض لمثل هذه الهزات.. وكلما احتكت الناس برجال الحزب وكانت هناك أخطاء وعجزوا عن علاجها فهنا من الممكن أن تبدأ انشقاقات وما إلى ذلك؛ وأسباب مشاكل حزب النور وما اعتُبر كذباً إلخ لوتكررت فى أى حزب من الممكن أن يتعرض لمثل هذه المشاكل والانشقاقات. ألا تعتقد أن ما يحدث فى حزب النور يؤثر على صورة الإسلام نفسه وليس صورة الإسلاميين فقط؟ لابد أن يفهم الشعب أن الإسلام ليس محصوراً فيما يتحدث به هؤلاء، وإنما ما فهمته الجماعات الإسلامية والإخوان من الإسلام..فرق كبير جدًّا بين الاثنين؛ وهذا قريب جدًّا من فكرة المذاهب الإسلامية التى رغم الاختلاف فيما بينها فى الفروع لم نر مذهباً منها أو حتى من المذاهب الشيعية ادّعى أنه فقط من يمثل الإسلام؛ فالشعب يُخطىء حين يظن أنهم يتحدثون باسم الإسلام؛ وهم يُخطئون حين يحاولون إفهام الناس أن ما يقولونه هو الإسلام وغيره ليس من الإسلام.. ولابد أن تكون كل الجماعات صادقة حين تعرض ما فهمته عن الإسلام. هل نحتاج إلى الخوف على الهوية الوطنية الآن بعد تزايد الهجرة الداخلية والخارجية لشركاء الوطن خوفاً مما يحدث على الساحة السياسية؟ هناك مشكلة ويجب أن تُعالج ؛ وهذه المشكلة تتجدد من حين لآخر، خاصة أن هناك من يستثمر هذه الفتن الطائفية، مثل موريس صادق هذا الرجل المخلول الذى يكتب ما لا يقبله الإسلام ولا المسيحية ولا اليهودية ولا حتى الإنسانية نفسها؛ إنما أيضاً ينبغى ألاّ نثق بالأمريكان خاصة أن أيديهم تعبث فى مثل هذه الأمور ..ويجب ألآ يقبل مسيحى واحد بأى ضغوط  ويهاجر ؛ ولذلك لم أكن سعيداً بتعليق نائب الرئيس محمود مكى  على موضوع رفح بأنه يتألم ..لأنى أنا أيضاُ أتألم  وكذلك كل المصريين؛ إنما أنت نائب رئيس يجب عليك ألا تتألم فقط وإنما تعمل لإزالة هذا الألم ؛ لذلك كان حديثه عما حدث من تهجر فى رفح ليس حديث إنسان مسئول وقاضٍ مشهور له مواقف عظيمة مثل القاضى مكى. فكان عليه أن يوضح للصحفيين خطته للعمل وأن حق المواطنة للجميع وأن من فعلو ذلك سيتم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة ..هذا ما كان يجب أن يتحدث به . هناك بالفعل مشكلة فقهية لدى الجماعات الإسلامية ومن بينهم الإخوان المسلمون فى مسألة الولاية الكبرى والصغرى..ولذلك لم نر نائباً مسيحياً للرئيس رغم أنه وعد بذلك..بماذا تفسر؟ هذه مشكلة فى الحقيقة تحتاج إلى تحقيق وعلاج؛ لأن الإخوان فى ذهنهم أن المرأة والقبطى لا يصلحان لرئاسة الجمهورية؛ وهذه مشكلة فقهية، لأنهم يظنون أن مصر ولاية عظمى؛ وأنا أقول بوضوح إن مصر إقليم من الأقاليم وليست ولاية عظمى؛ وهذه المشكلة يجب أن  تُعالج علاجاً فقهياً أولآ وليس دعائياً أو إعلامياً؛ وهذا تحدٍّ حقيقى أمامهم؛ وللأقباط أن يقلقوا من هذا التوجه الفكرى. أعلنت الإدارة الأمريكية وكذلك أعلنت قطر أنها قامت بدعم الإخوان فى الحملات الانتخابية الأخيرة..ما مدى صحة ذلك؟ ولماذا كل هذا الغموض حول طرق تمويل الإخوان؟ يجب أن تخضع أموال الإخوان للجهاز المركزى للمحاسبات؛ ولابد أن يعرف الناس طرق أى أموال تدخل إلى جماعة الإخوان؛ أما أوباما فما هى مصلحته أن يُساعد الإسلاميين هو أو إدارته..فإذا أراد المساعدة فليخرج من أفغانستان أو العراق؛ ثم لماذا يتلقى الإخوان أموالاً من أوباما وكيف تكون يده أعلى عليهم؛ وهذا - إن كان قد حدث - فهو خلل كبير يجب أن يُعالج؛ والإخوان يخسرون على المدى الطويل إذا قبلوا مساعدة من أوباما أو من غيره. وهل ترى أن هذه القيم متحققة الآن خاصة أنهم يعتلون أغلب المواقع التنفيذية؟ هذا طبيعى ؛ فلو جاء حمدين صباحى أو رفعت السعيد أو عمرو موسى أو شفيق وحكم واحد من هؤلاء مصر فمن سيكونون أتباعه ووزراؤه بالتأكيد من حزبه أو جماعته لأنهم الأقدر على تنفيذ فكره وسياسته؛ ومن شاء فلينظر إلى أتباع أوباما مثلاً فى امريكا، أو كاميرون فى بريطانيا. ولكن الإخوان وعدوا أن تضم إدارة مصر فى هذه الفترة الانتقالية كل القوى السياسية؟ هناك فرق بين الإخوان وحزب الحرية والعدالة وبينهم وبين الرئيس؛ فالرئيس هو الذى وعد وقد كانت وعوداً انتخابية. هل تتوقع أن تؤثر علاقة مؤسسة الرئاسة المتزايدة مع قادة حماس على علاقتنا مع الولايات المتحدة أو إسرائيل؟ قد يكون هذا حلاًّ للمشكلة وقادة حماس يقابلون ملك الأردن ويقابلون أردوغان رغم  أن تركيا عضو فى الناتو ولم تغضب الولايات المتحدة.. فقد يكون هذا جزءًا من الحل لهذه المشكلة.