خواطر

لعــل وعســى ؟

جلال دويدار
جلال دويدار

وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية تتحدث عن جهود كويتية أمريكية إيجابية هدفها الوساطة لرأب الصدع فى علاقات السعودية ومصر والإمارات والبحرين مع دولة قطر. انها تشير إلى أن هذه الجهود تضطلع بها الشقيقة الكويت مدعومة بوساطة أمريكية مكلف بها صهر ترامب كوشنر.

هذه الجهود تحدث عنها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد مبشرا انه إذا تحقق ما تم الاشارة بشأنه فإنه لابد ولكى تنجح أن يتخلى حكام قطر عن سياساتهم التآمرية والتخريبية فى العالم العربى. هذه الأنباء حول إنهاء هذه الأزمة تأتى مرادفة لجولة خليجية يقوم بها هذا الصهر كوشنر تشمل بشكل أساسى السعودية والكويت وقطر. ليس أمامنا فى مواجهة هذه الأنباء سوى النظر إلى ما يجرى تداوله بأنه أمر يدعو إلى التمنى بإيجابية النتائج. حقا فإنه وإذا كتب لهذه الجهود النجاح فإنه يمكن القول إن ذلك سيكون العمل الوحيد الطيب والإيجابى الذى يساهم ترامب فى تحقيقه قبل أن يرحل من البيت الأبيض. إنه ولا جدال سيكون العمل الوحيد الإيجابى لهذا الرئيس خلال رئاسته المليئة بالسلبيات والعشوائيات تجاه العالم العربى وبالأخص ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. نعم.. هذه الوساطة الأمريكية تملك كل الإمكانات للضغط على الحكام القطريين −بحكم دعمهم وتأييدهم لهم −.

بالطبع فإن واشنطن قادرة باستخدام ما لديها من أوراق على دفع حكام قطر إلى التوقف عن ممارسة مخططاتهم التخريبية فى العالم العربى. هذا المخطط يشمل دعم الإرهاب والإرهابيين بكل السبل لهز أمن واستقرار الدول العربية. على هذا الأساس فإن عودة حكام قطر إلى الأسرة العربية يحتم اثبات توقفهم عن عمليات تمويل وايواء الإرهاب والإرهابيين. التزامهم بهذه المطالب أمر وجوبى باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء المقاطعة الفاعلة واستئناف العلاقات الطبيعية مع كل من السعودية ومصر والامارات والبحرين. ارتباطاً أعلن وزير خارجية السعودية أن هناك تواصلاً حول هذا الشأن مع مصر والامارات والبحرين. من هذا المنطلق يثور التساؤل: هل حكام قطر يمكنهم الاستجابة لهذه الجهود الوساطية. إن ما يمكن ان يثير الشكوك حول هذه الاستجابة فشل الجهود المخلصة التى كان قد قام بها المرحوم الشيخ صباح الأحمد حاكم الكويت السابق.

لاجدال ان تحقيق هذا الانجاز الذى يصب فى صالح التضامن العربى مرهون بعودة العقل إلى حكام قطر وادراك ان استمرار اهدار أموال الشعب القطرى فى الأعمال التآمرية هو خيانة للمسئولية القطرية والعربية. فى نفس الوقت فإنهم من المؤكد أصبحوا يدركون حجم ما أصابهم من خسائر نتيجة المقاطعة التى تتعرض لها قطر نتيجة مقاطعة الدول العربية الأربع.