إصابة شادية بمرض غريب في السبعينيات

شادية
شادية

أحمد صبحي
في أحد الأيام استيقظت الفنانة شادية لتفاجئ بزيادة في وزنها، فأصابها الذهول والقلق الشديد حول ما أصبحت فيه، فأسرعت بالاتصال بكل الأطباء الذين تعرفهم وطلبت حضورهم على الفور.

وبالفعل استجاب الأطباء وقاموا بالحضور إليها وتوقيع الكشف الطبي،  وكانت المفاجأة أنها تعاني من تخزين جسدها للمياه كما يحدث للجمل تماما وهو ما سبب لها هذه الزيادة الكبيرة.

وقد بدأت العلاج على الفور متبعة رجيم قاسي بناء على تعليمات الأطباء الذين يشرفون على حالتها حتى بات وزنها 55 كيلو جرام ومطالب منها إنقاص وزنها إلى 50 كيلو جرام أي 5 كيلوجرامات خلال أسبوع واحد خصوصا أنها كانت على مشارف الغناء في حفلة أضواء المدينة الذي يخصص دخله للمجهود الحربي، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم عام 1970.

لعبت الصدفة دورا أساسيا في حياة الفنانة الراحلة شادية، بعد أن قرأ والدها إعلانا تنظمه شركة اتحاد الفنانين التي كونها المخرج حلمي رفلة والمصور عبدالحليم نصر في عام 1947 وذلك لاختيار عدد من الوجوه الجديدة للقيام ببطولة الأفلام السينمائية التي ستقوم بإنتاجها فاصطحبها والدها لتقديمها إلى لجنة المسابقة، وتحمس لها المخرج أحمد بدرخان، كما قام حلمي رفلة بتبنيها فنيًا وأطلق عليها الاسم الفني (شادية).

فاطمة أحمد شاكر هو الاسم الحقيقي للفنانة شادية، والتي ولدت في 8 فبراير عام 1938 من أب مصري يعمل مهندسا زراعيا في المزارع الملكية، وفي عام 1947 قامت بالظهور في أول فيلم لها وهو "أزهار وأشواك" أمام الفنان يحيى شاهين والفنانة مديحة يسري وقامت بدور البنت الدلوعة التي جعل الجمهور والمنتجين يتهافتون عليها.

قامت شادية بالتنوع في أعمالها من خلال عدد من الأفلام التي أصبحت علامه بارزة في تاريخ السينما المصرية مثل ليلة من عمري، ودليلة، وبائعة الخبز، وشاطىء الذكريات، والهاربة وغيرها الكثير من الأفلام.
  
وقد برعت الفنانة شادية في تجسيد الشخصية المحورية لروايات الكاتب الكبير نجيب محفوظ من خلال 4 روايات وهي اللص والكلاب أمام شكري سرحان وميرامار أمام يوسف شعبان، والطريق أمام رشدي أباظة وزقاق المدق أمام صلاح قابيل.

تزوجت الفنانة شادية من الفنان عماد حمدي رغم فارق السن بينهما وذلك أثناء تصوير فيلم أقوى من الحب عام 1952 واستمرت هذه الزيجة ثلاث أعوام حتى تم الطلاق عام 1956 بعد تسلل المشاكل إليهما.

وأثناء تصوير فيلم "ودعت حبك" عام 1956 أعجبت الفنانة شادية بالمطرب فريد الأطرش بطل الفيلم الذي بادلها نفس الشعور واتفق فريد وشادية على الزواج بعد عودته من الخارج لإجراء بعض الفحوصات الطبية لكن بعد عودته كان فريد يداوم على السهر والحفلات وهو ما أدى إلى انتهاء هذا الارتباط العاطفي لأن شادية كانت تحب الاستقرار والحياة الهادئة بعيدا عن حياة السهر وقامت ببيع شقتها المتواجدة في نفس العمارة التي يقطنها فريد ليتم إسدال الستار على قصة حبهما .

وفي عام 1957 تزوجت شادية من الإذاعي المعروف فتحي عزيز الذي كان من أسرة فنية كبيرة، فخالته هي الفنانة ميمي شكيب وزوز شكيب ووالدته هي عمة الفنان عمر الحريري، واستمر زواجهما عامين وتم الطلاق عام 1959 بسبب غيرته الشديدة عليها.


ثم في عام 1964 ارتبطت بالفنان صلاح ذو الفقار، حيث كان زواجهما بمثابة شهر عسل لمدة سبع سنوات وقد كونا ثنائيا سينمائيا حقق نجاحا لا نظير له فقد كان استقرارها العاطفي منعكس على فنها بالنجاح والنضج والعطاء، لكن حدث أن فقدت شادية حملها في الشهر الرابع مما أسفر عن إصابتها بصدمة نفسية وعصبية شديدة انتهت بطلبها الطلاق من صلاح ذو الفقار عام 1969م وتم الانفصالاً نهائياً.



وبعد مشوار فني طويل قدمت شادية من خلاله أكثر من 150 فيلما  ومسرحية واحدة وهي ريا وسكينة ومئات الأغنيات تنوعت ما بين العاطفية والوطنية والاجتماعية قررت شادية الاعتزال نهائيا وذلك عام 1986 بعد فيلمها الأخير "لا تسألني من أنا" في نفس العام .


تفرغت شادية بعد اعتزالها للأعمال الخيرية وقامت ببناء دار للأيتام ومسجدا وقامت بالتبرع بشقة كانت تملكها لمسجد مصطفى محمود، وفي 28 نوفمبر عام 2017 رحلت الفنانة شادية تاركة عدد كبير من التاريخ الفني والإنساني.

اقرأ أيضًا رقصة أسبوعيًا تمنع فاتن حمامة من «تكسير الأطباق»