الطيب يلتقي وزير التعاون الإيطالي.. ويؤكد: "لا تعارض بين الدين والديمقراطية"   2012- م 01:13:25 الاثنين 26 - نوفمبر ضياء أبوالصفا  أكد شيخ الأزهر، د.أحمد الطيب، أنه يمكن تفادي المشكلات الكبرى التي تواجه الإنسانية في هذا العصر، إذا التزمنا  بتعاليم الأديان السماوية، وعدم توظيفها توظيفاً خاطئاً. وأوضح، أنه إذا تم استخدام تعاليم الأديان للأهداف السامية التي من أجلها أنزلها الله عز وجل، فستكون مصدر خير وسعادة ورفاهية للإنسانية كلها. جاء ذلك خلال استقباله أمس  لوزير التعاون الدولي الإيطالي أندريا ريكاردي، حيث أكد الإمام الاكبر أن الشورى أصل من أصول الإسلام، والديمقراطية تعبيرٌ عن الشورى، فلا مشكلة في التعاون بين الدين والديمقراطية؛ لأن الإسلام يفتح المجال للشورى، ولكن المشكلة تأتي من سوء فهم بعض الناس للمعنى الحقيقي المراد باللفظ. وأضاف فضيلته أن كثيراً من الديمقراطيين يرفضون الدين ويعتبرونه حالة انتهت، فلا يؤمنون بأن له تأثيراً على المجتمع في النواحي والأدبية والتربوية، بل كثيرٌ منهم يحاربون الدين، على الرغم من أن الغرب حينما يقف في وجه الدين يتستر بغطاء الديمقراطية، وكثيرٌ من الليبراليين الشرقيين تأثروا بتلك الفلسفة وسببوا الكثير من المشاكل. وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن من نعم الله على الإنسانية أن جعلهم مختلفين في الأديان والألوان والثقافات، حتى نبني الحضارات بفكرٍ متعددٍ مصداقًا لقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم (الحجرات:13) هذه سنة من سنن الله في  خلقه، ولا يستطيع كائنٌ من كان أن يغير تلك السنة الربانية. وأشاد فضيلة الإمام بمؤسسة "سانت إيجيديو" بروما، والتي تقوم بنشاط اجتماعي وثقافي وصحي بارز للناس جميعًا بمختلف أديانهم وعقائدهم، "وقد لمست بنفسي حينما زرت روما الجهود الضخمة التي تقوم بها تلك المؤسسة في خدمة الإنسانية وجهودها في القارة الإفريقية، وخاصة في معالجة المرضى وبناء المستشفيات والمدارس خدمة للفقراء والمحتاجين، إضافة إلي الدور البارز في الحوار بين الأديان". من جانبه، قال الوزير الإيطالي: إن الاحتقان الذي نراه في بعض المجتمعات يرجع إلى سوء تعامل المجتمعات الغربية معها، حيث اعتقد الغرب أن العامل الاقتصادي يكفي لحل المشاكل، وهذا مفهومٌ خاطئ لأن طبيعة الإنسان مكونة من جسد وروح، فللجسد احتياجاته وللروح احتياجاتها، مما يتطلب التعامل مع مشكلات البشر بكافة أشكالها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والتربوية، حتى يمكن بناء الإنسان الواعي بقيمته الإنسانية، التي من أجلها خلقه الله في هذه الحياة، ومن أجل هذا خلقنا المولى متباينين في الألوان والأشكال واللغات حتى نتكامل وتعاون بعضنا البعض مما يعطي ثراء للإنسانية. وفي ختام اللقاء تم عقد اجتماع مع ممثلي بيت العائلة، والذي قال فيه الدكتور يوحنا قلتة، إنه لم تقم حضارة في الدنيا إلا وشاركت فيها مصر، ولم تأتِ ديانة إلى الدنيا إلا ولمصر فيها دورٌ بارزٌ، فعلى تراب مصر أكبر مرجعية إسلامية وسطية للعالم الإسلامي شرقه وغربه "الأزهر الشريف"، وأكبر كنيسة في الشرق الأوسط.