لماذا في هذا التوقيت بالذات يتجدد الحديث عن التطبيع مع إسرائيل؟. لماذا تحولت دعوة النائب د. توفيق عكاشة للسفير الاسرائيلي ولقائه بمنزله إلي سبوبة للحديث عن علاقاتنا مع إسرائيل وهي العلاقات التي تحكمها اتفاقيات ومعاهدات للسلام؟.
وبغض النظر عن واقعة الاعتداء علي النائب عكاشة بالحذاء وهو سلوك مرفوض جملة وتفصيلا فإن السبب الحقيقي ليس هو دعوة السفير الاسرائيلي ولكن السبب هو حديث النائب عكاشة عن عبدالناصر وفترة حكمه والسلبيات الكثيرة التي حدثت خلال فترة حكمه والتي ستظل دائما سجالاً للرأي بين مؤيد ومعارض.
هذا السجال يحتمل الرأي والرأي الآخر لأن لكل حاكم ظروفه وظروف بلاده خلال فترة حكمه. وبين الصواب والخطأ يظل دائما أي سلوك بشري لأي حاكم والذي لايقلل من وطنيته وإخلاصه.
ولأن حديثي هنا ليس تقييما لفترة حكم عبدالناصر والاخطاء الجسيمة التي وقع فيها فانني أتحدث عن محاولات خلط الاوراق بعد واقعة الاعتداء علي نائب البرلمان والتي ارجعوا سببها لاستقباله لسفير إسرائيل.
لا أبالغ عندما اقول إن بعض النشطاء والنخبة استغلوا الواقعة أسوأ استغلال ليعطوا لعدونا الاسرائيلي الفرصة السانحة لإعادة الحديث عن السلام البارد بين البلدين وهو السلام الذي استطعنا الحفاظ عليه لعشرات السنين.
وفي إطار الزوبعة الاعلامية التي شابت واقعة الاعتداء بدأ حديث ممجوج عن بعض الدول الشقيقة والتي كان لها مواقف ايجابية لاتعد ولاتحصي تجاه مصر.
مرة أخري أتمني أن يكون للبرلمان القدرة علي تجاوز سلسلة الأخطاء التي وقع فيها بعض النواب وإعمال سيادة القانون تجاه المخطئ.
اتمني ألا تأخذنا الصغائر بعيداً عن كبريات الامور والتحديات والعقبات التي تواجهها مصر. العقبات التي يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسي تخطيها ولكن يبدو انه يسبح ضد تيار لا يعرف من الوطنية سوي شعاراتها الجوفاء وتفسيراتها الحمقاء!!